ألست الذي لاقيت عصرك صابراً |
|
على غصص منها تدك الرواسيا |
غداة رأى المأمون أن مقامه |
|
من الحكم لا يغدو بغيرك راسيا |
فبغداد نادت بالأمين ورددت |
|
صداها بلاد المسلمين تباهيا |
وقد سلبت ميراثه وسماته |
|
وأصبح يمشي في المواكب حافيا |
وفي فارس لو ساعف الحظ قوة |
|
تشاطر بغداد علاً وتساميا |
وهب أنها والت علياً فانه |
|
سيصبح مولىً للوصي وداعيا |
فذاك الرضا لو صار للعهد والياً |
|
لنادت به طوس أميراً وواليا |
وأنهى بها تاريخ بغداد كي لها |
|
يسجل تاريخاً بذكراه حاليا |
ويقضى على عهد الرضا بعده بما |
|
قضى قبله عهد الزكي معاويا |
أبا حسن أن اسندوا لك عنوة |
|
ولاية عهد لم تكن عنه راضيا |
وجاء بك المأمون من يثرب لكي |
|
يُدبر أمراً لم يكن عنك خافيا |
فقد كنت تنحو فيه بالصبر والرضا |
|
طريق على حين بايع قاليا |
فذا نقذ الاسلام مذ رام تنظراً |
|
وأنت رعيت الدين مذْ رام راعيا |
صبرت على ما يشتكي الصبر جملة |
|
لتنشر فجراً منك يغزو الدياجيا |
فقد طلعت آثارك العز انجما |
|
بها عاد تاريخ الامامة زاهيا |
وطارت بنيشابور منك شظية |
|
إلى الحشر يبقى ضوؤها متعاليا |
وسيّرك المأمون كي تسال السما |
|
لترخى على الغبراء منك العزاليا |
ومذ سرت للصحراء واهتز جنبها |
|
خشوعاً وذاب الافق فيك تفانيا |
وارخت عز إليها السماء اجابة |
|
لامرك وانسابت على الأرض واديا |
هناك عدا المأمون ينقذ عرشه |
|
ويخفى مقاماً منك كالفجر باديا |