أنه لما وصل خبرها إلى قم استقبلها أشراف قم يتقدمهم موسى ابن الخزرج فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى منزله وكانت في داره سبعة عشر يوماً ثم توفيت رضي الله عنهما فأمر موسى بتغسيلها وتكفينها وصلى عليها ودفنها في أرض كانت له وهي الآن روضتها وبنى عليها سقيفة من البواري إلى أن بنت زينب بنت محمّد بن علي الجواد عليها قبة وقال : أن المحراب الذي كانت فاطمة تصلي فيه موود إلى الآن في دار موسى ويزوره الناس.
وهذه الأبيات الشعرية مختارة من مجموعة المؤلف إسماعيل ابن الحاج عبد الرحيم الخفاف حيث يقول في مولدها المبارك :
انخت ركابي عند باب الكرائم |
|
وانزلت حاجاتي برفد الفواطم |
وفي ليلة زانت نجوم سمائها |
|
لتحمل عطر الشوق عبر النسائم |
فقلت لروحي حلّقي فوق صرحهم |
|
وشقي فضاء الغيب دون سلالم |
ومرّي على بغداد ثمّ بجنبها |
|
وحطّي ركاباً عند سيد العوالم |
وقولي : سلام وانثري طبق الولا |
|
عليهم وهني الطاهرين الكواظم |
بمولودة معصومة عزّ شأنها |
|
تحيي محبيها بكل الدعائم |
وها هو موسى يحمل البشر للدنا |
|
بأن ولدت معصومة بالعلائم |
وقد زانت الدنيا بهاءً وبهجة |
|
شفيعة أهل الحق عند القواسم |
وانّ لمثواها بقمٍّ كرامة |
|
يؤم لها الزوار قصد التراحم |
كما أنها عشٌ لآل محمّد |
|
فتختم بها الأعمال حسن الخواتم |
فيا رب سلمها وبارك لأهلها |
|
كذاك ومتعهم بطول الغنائم |
فصلّوا على الهادي النبي محمّد |
|
كما غنّت الورقاء صوب الحمائم |