(الفصل الرابع)
المحن التي تعرض لها الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليهالسلام
لو سرّحنا النظر في
صفحات التاريخ الإسلامي والدور الجهادي والرسالة للأئمة الاثني عشر في قيادة الأمة الإسلامية ومواجهتهم الحكومات اللاشرعية التي تنهج الاستبداد والجور والظلم. نجد جُلّ الثورات والقيادات الحكومية تعلن بادئ الأمر باسم العلويين ثورتها وباسم أهل البيت عليهمالسلام وباسم آل النبي المصطفى صلىاللهعليهوآله ولكن بمجرد أن تنجح ثورتهم وتتحقق أهدافهم ينقضّون على آل النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته بالسجن والقتل والتشريد والتنكيل والتبعيد والضغط على الحريات وتتميز الفترات رخاءً وشدة حسب مزاج الحاكم والتبدلات السياسية في حياة الإمام الكاظم عليهالسلام فعلينا أن نعرف السمات السياسية الرئيسية للعصر الذي عاشه الإمام الكاظم عليهالسلام حيث كانت ولادته أواخر الحكم الأموي الدموي الجائر حيث لاحق هذا الحكم بشتى وسائله ليعذب ويشرد ويقتل كلّ من ينتمي الى أهل بيت رسول الله أو محبيهم فاستعملوا شتى وسائل التعذيب والتقتيل والقسوة مبتدئين من واقعة الطف ومقتل الحسين عليهالسلام وأهل بيته الكرام وفاجعة كربلاء حتى نهاية حكمهم الدموي حيث كانت الأرضية مهيئة وبوادر الانتقام معدّة وبالخصوص آل علي والطالبين والثائرين بدم الحسين عليهالسلام فهؤلاء كانوا أداة قلق للحكومة الأموية
فكثرت ثوراتهم على الأمويين ومطالبتهم بالاستقامة وعدم الانحراف عن جادة الإسلام والتقيد بالمبادي الإسلامية العتيدة والتي جاء بها رسول الله صلىاللهعليهوآله ولكن انحراف الأمويين ولهوهم وانشغالهم باللهو والطرب والقيان مما سبب في ضعفهم وتمكن الفرقاء منهم فاخذ الثوار بجمعهم يهتفون