باسم أهل البيت عليهمالسلام وأحقيتهم بالخلافة والحكومة ومطالبة الدولة بإنصاف الناس وإرجاع الحقوق المغصوبة الى أهلها لذا كانت هذه الفترة الزمنية ومساحتها التاريخية اشد صعوبة من غيرها حيث العلويين والتشديد عليهم ومراقبتهم ورصد حركاتهم بشتى الوسائل ومحاربتهم بصور مختلفة إعلامياً وقسرياً من تشويه سمعتهم ونسب فضائلهم الى غيرهم حتى أشاعوا الإرهاب بين الناس لاستعمالهم أساليب بربرية مثل بناء العلويين في اسطوانات البناء وهم أحياء الى غير ذلك من الأمور فأخذت ترصد حركاتهم ولم تدع لهم تجمع ولعل هذه الفترة من أصعب الفترات مقارنة بالفترة التي عاشها الإمام محمّد الباقر عليهالسلام والإمام جعفر الصادق عليهالسلام حيث أتيحت في ذلك الوقت بناء مدرستهم ونشر علومهم وبث كوادرهم في الأمصار وبناء الكتلة الصالحة بكل الأبعاد والحدود والإمكانات من المفهوم الإسلامي.
أما الحقبة التي
عاشها الإمام الكاظم عليهالسلام فكانت حقبة صعبة خنقت فيها الحريات وبالخصوص على طلائع الطالبيين والعلويين لما كان لهم من وقع عميق في نفوس العامة من الناس وهذا مما شدد عليهم الخناق من قبل السلطة الحاكمة ويمكن أن تدعى هذه الفترة بالفترة المظلمة من الناحية السياسية وذلك لحبس الحريات وكبت الأنفاس وملاحقة الأحرار ونشر الإرهاب بين الناس والقتل الفردي والجماعي الى جانب ذلك استفحال بني العباس وانفرادهم بالحكم والاستهانة بكرامة الناس الآخرين ودكتاتورية الحكم فالولاة كله للأقارب والأباعد يعبثون ويظلمون ويفسدون وبين هذه الفترة وتلك التي سبقت عاش الإمام الكاظم عليهالسلام وشاهد تبدلات سياسية وفكرية واجتماعية على صعيد الدولة وعلى صعيد المجتمع الإسلامي وأنظمة