(وزاخرة تسمنا ذراها) |
|
فراحت وهي ترفل في ازدهاءِ |
ولم أك قبلها شاهدت فلكاً |
|
(جرت فوق الصعيد بغير ماءِ) |
(على سكك الحديد لها رنين) |
|
كصبّ أنّ من طول التنائي |
لها في جريها زجل ورعد |
|
(على سمعي ألذّ من الغناء) |
(تجاذبها السرى فرسا رهان) |
|
بها وصلا البدوّ الى انتهاء |
تسابق لمحة الأبصار عدواً |
|
(فكل حمى عليها غير ناء) |
(يظلّلنا بها منها شراع) |
|
يسد بظلّه سعة الفضاء |
وعزم كاد لولا من أقلّت |
|
(يطير بها الى اُفق السماءِ) |
(تواصل أختها حتى إذا ما) |
|
تعانقتا معانقة الاخاء |
دعا داعي الفراق بها فلما |
|
(رأتها ودّعت عند اللقاء) |
(ترى مقصورة في الجو تسري) |
|
بنا مسرى البساط على الرخاء |
تروقك منظراً مهما تبدت |
|
(مزخرفة مشيّدة البناء) |
(تصدّ الشمس أنّى واجهتها) |
|
وتمنع ما تريش يد الثناء |
وكم ركيت بها ربّات خدر |
|
(فتحجبها وتأذن للهواءِ) |
(وكم حملت من الفتيان شتى) |
|
بها يضعون أوزار العناءِ |
فمن كل بها زوجين تلقى |
|
(وهم فيها كإخوان الصفاء) |
(ينادم بعضهم بعضاً سروراً) |
|
وودّ بأن يمتّع بالبقاء |
فتحسبهم بها إخوان صدق |
|
(وما انتسبوا الى بلد سواء) |
(إذا ما قبة العلمين لاحت) |
|
مطنّبة بأبراج السماءِ |
تطوف بها الأملاك كل يوم |
|
(لديها وهي لامعة السناء) |