وما زرت بغداد الّا زرت مرقده |
|
وطفتُ من حوله استكشف الضرا |
موسى بن جعفر لم يقصد له أحد |
|
فيحاجة أبداً الّا انقضت فورا |
لم انسَ موسى وهارون الرشيد غدا |
|
يدبر الأمر في اعدامه سرّا |
وجاء قبر رسول الله معتذراً |
|
اليه في امره كم يقبل أمرا |
وان هارون من موسى وقد خضعت |
|
له الرقاب ولم تخلف له أمرا |
لهفي عليه وما لاقاه من كدر |
|
ما صادف الصخر الّا ذوّب الصخرا |
افنى من العمر قسطاً لا يليق به |
|
رهن السجون يقاسي البؤس والضرا |
تداولته الأيادي من يدي أشر |
|
الى لئيم من الالحاد لن يبرا |
حتى رماه السندي وهو على |
|
ما دام من قتله بالسم قد اُجرا |
وعاد هارون ذاك اليوم مبتشراً |
|
لما احاط بما قد ناله خبرا |
ووجه حمّالين اربعة |
|
لنعش موسى ولم يحفل به قدرا |
ويمموا الجسر والسندي يقدمهم |
|
حتى به يا لعمري حطّه الجسرا |
هناك نادى عليه وهو يعرفه |
|
حقاً ومن حقده قد اظهر النكرا |
(هذا الذي كان اهل الرفض تزعمه |
|
إمامهم مات) لم تدرك به وترا |
لو لا سليمان لم يحضر جنازته |
|
ما بين شيعته اذ هوّن الامرا |
لكن ما كان من اقدامهم ابداً |
|
على الرشيد وما ابقوا له ذكرا |
هب السعادة في الدنيا بفائدة |
|
هل كان تنفع شخصاً أهمل الاخرى |
لو كان قدر لها ما ذمّها أحدٌ |
|
فكيف في عيشها من كان مغترا |
يا بن الذين بها عاشوا على وجل |
|
حتى قضوا وهم ازكى الورى نجرا |
وهم الى الخلق ابواب النجاة وما |
|
منهم على الخلق الّا حجة كبرى |