أجبتُ حُبُّ بنيْ الزهراءِ تيمَّنيْ |
|
حتى استحالَ ولاهم بالحشا ضرما |
رَضعتهُ وأنا بالمَهدِ تُنشِدُهُ |
|
أميْ فصارَ لروحي بَلسماً وحمى |
إذا عثرتُ بمشي أو لقيتُ أذىً |
|
بحيدرٍ وبنيه أتقيْ الألما |
وإن صدا قلبيّ المضنى قصدتُ لهُمْ |
|
ووالدي ، عُدتُ لا أشكو جَوىً وظما |
ما الشَّهدُ ما الشَّعرُ ما الدُنيا وزينتُها |
|
إزاءَ حبّ بنيْ مُختارها العُظما ؟ |
هُمْ راحتيْ بَلْ هُمُ شِعريْ وقافيتيْ |
|
إذا شَدوتُ بسحرٍ يُسحرُ القلما |
قيثارةُ الشّعرِ لا تشدو لغيرهمُ |
|
وإن شَدَتْ ما استسغت الشَّعرَ والنغما |
يا والدَ الخمسةِ الأطهارِ مَنْ شَهِدَتْ |
|
لهُ البريّةُ فيما قالَ أو حكَما |
رأيتَ هارونَ مغرورا بِمملكةٍ |
|
لا يَعرفُ العَدلَ بلْ لا يحفظُ الذمما |
فَرُحتَ تُهديهِ للدربِ القويمِ فَلمْ |
|
يسمعْ نِداءً ولم يرعى لكم رِحَما |
فقلتُ يا رَبُّ هيّأ ليْ وخُذْ بيديْ |
|
إلى مكانٍ به يدعوكَ منْ ظُلِما |
حتى إذا صارّ سِجنُ الظالمينَ لَكُمْ |
|
مأوىً شكرت عطايا أكرمَ الكرما |
فما شَكوتَ لهُ همّاً ولا دَمَعتْ |
|
عيناكَ إلا ليوم هوله عَظُما |
تقولُ يا محُسِنُ جاءَ المُسيءُ لكُم |
|
فارحمْ وهلْ مثلُ ربي يرحمُ الأُمما ؟ |
فكنت مِصباحَ ذاك السّجنُ توهِبُهُ |
|
مِنَ التُقى والنقى ما حيّر الحُكما |
ما كنت تطمعُ في مُلك ولا بِيعٍ |
|
بلْ كُنتَ حقاً إماماً يَنشرُ القيما |
مرّتْ عليَّ شُجونٌ لا عِدادَ لها |
|
تُنكيْ الجِراحَ وخصمي صار لي حَكما |
فجِئتُ قبرك في ذُلًّ أرددها |
|
جدَّ الجوادِ أغثني صبري أنهدما |
بِها بَسطتُ على شُباكِكُم كَبِداً |
|
حرّى ودمع عيونٍ من حشايَ هما |
واللهُ يعلمُ في ضُريْ ومسكنتيْ |
|
أن ليس ليْ ملجأٌ من بعدِكُمْ وحِمى |