فقرت به عين الهدى غير أنها |
|
عليه من الخصم اللّدود ترقب |
وكان له أسدى العهود ومثله |
|
يرى النقض للميثاق فرضاً ويحسب |
يلين له ظاهر الأمر جانباً |
|
ويخفى له ما منه ثهلان يرهب |
ويبدي له برق الصفا ساطع السنا |
|
منيراً ولكن ذلك البرق خلب |
ولما أبى إلّا انفصام عرى الهدى |
|
وفي منعة الإسلام ذو الكفر يغضب |
نضى صارم السم النقيع لقتله |
|
صقيلاً وسيف السم سيف مجرب |
ألم يك بحر العلم والفضل قلبه |
|
فكيف ضرام السم في البحر يلهب |
وقد كان للعلياء طوداً فماله |
|
يزلزله ريح الغنا وهو أخشب |
وما كنت أدري قبل أن يَردَ الردى |
|
بأن لقاء الموت ما منه مهرب |
قضى بدر هذا الكون فالكون مظلم |
|
وضج له بالنوح شرق ومغرب |
فهل علمت طوس فللّه درّها |
|
بأن لها نجم النبي مغيّب |
وهل علمت فهر بأن زعيمها |
|
قضى وهو عن أهليه ناء مغيب |
وهل علم الندب الجواد بأن قضى |
|
أبوه الرضا فالدهر حزناً مقطب |
ولم أنسه ينعاه والقلب محرق |
|
على أنه بالدمع يطفو ويرسب |
أبي يا حساماً فللموت حده |
|
بماذا يمين الدين بعدك تضرب |
ويقطب هذا الكون أودى به الردى |
|
فيوشك أن الكون بعدك يقلب |
ويا قمراً أبدى بطوس غروبه |
|
اتبدو كما الأقمار تبدو وتغرب |
لصيرتني بالموت بعدك راغباً |
|
وما حال من في مورد الموت يرغب |
وعدت برغمي كاسف البال إذ غدت |
|
ذكا بهجتي بالأرض عني تحجب |
بني المصطفى هل تسمعون قصيدة |
|
إليكم بها نظّامها يتقرب |