أمّا سيدي عليّ زين العابدين نفسه فالمشهور أنّه لم يدفن بمصر بل بالمدينة المنورة ، ولا شكّ أنّ في هذا المشهد بمصر بركة الولد والوالد بفضل الله تعالى.
ثانيها : رأس سيدي إبراهيم الجواد بن عبد الله المحض ، الملقب بالكامل أيضا ، ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن عليّ ، وهو أخو محمد الملقب ب (النفس الزكية) ، قتله المنصور عام (١٤٥ ه) ، وطافوا برأسه حتّى وصلوا به إلى مصر ، فنصبوه في الجامع العتيق (جامع عمرو بن العاص) في ذي الحجة سنة ١٤٥ ه ، فسرقه المصريون ، ودفنوه خارج القاهرة في ذلك الوقت (أطراف القاهرة الآن) ، وقد أقيمت زاوية صغيرة على المشهد الذي دفنت فيه الرأس ، تحولت الآن إلى مسجد باق بالمطرية حتّى الآن يسمى بجامع السيد إبراهيم ، ويطلق عليه خطأ (جامع إبراهيم الدسوقي) ، وجامع (إبراهيم بن زيد) ، وكان يسمّى عند العامة فيما مضى (مسجد التبرير) ، وهو خطأ كما ذكر السخاوي وغيره ، والصواب : (مسجد تبر) ، وتبر أحد كبار الأمراء في حكومة (كافور الإخشيدي) هو الذي بنى هذا المسجد.
وذكر المقريزي في خططه : أن مسجد (تبر) خارج القاهرة عرف قديما بالبئر والجميزة ، والبئر والجميزة كانتا بجوار المسجد ، ويقال : إن عيسى عليهالسلام اغتسل من هذه البئر ، حينما جاء مع أمه طفلا إلى مصر هربا من الروم.