وبعد أن فندت الروايات التي تقول بدفن الرأس بعيدا عن القاهرة أفردت بداية من صحيفة (٣٧٤) من الكتاب المذكور هذا التحقيق العظيم ، الذي تقول فيه ما نصه :
ولكن ما السبب في اختيار مدينة عسقلان بالذات لكي تكون مقرا للرأس؟ وهي مدينة لم تحدثنا كتب التاريخ بأنّها كانت مركزا من مراكز الشيعة (مثلا) .. اللهم إلا إذا أريد أن يكون الرأس في مكان قريب من (بيت المقدس) من جهة ، وقريب من (الساحل) من جهة إخراجها من (المشرق) ، حيث لاقى الشيعة الشيء الكثير من اضطهاد الأمويين أولا ، ثمّ العباسيين ثانيا ، ليمكن نقلها في يسر إلى (شمال أفريقيا وبلاد المغرب مثلا) حيث اتجه عدد عظيم من الشيعة!!!.
ومهما يكن من أمر فقد بات في حكم المؤكد أنه لم يكن في القرن الخامس الهجري وجود للرأس في دمشق ؛ بل كان في مدينة عسقلان للأسباب الآتية :
أولا : يؤيد وجود الرأس بعسقلان في العصر الفاطمي نص تاريخي منقوش على منبر (المشهد) الذي أعاد بناءه بدر الجمالي وأكمله ابنه الأفضل في عصر الخليفة المستنصر.
ولما نقل الرأس إلى مصر ، نقل المنبر إلى المشهد الخليلي بالقدس ، والمنبر ما زال موجودا حتى الآن هناك.
أمّا النص الكتابي فقد جاء فيه : «الحمد لله وحده لا شريك له ، محمّد رسول الله ، عليّ ولي الله ، صلى الله عليهما وعلى ذريتهما