الطاهرة ، سبحان من أقام لموالينا الأئمة مشهدا ، مجدا رفع راية ، وأظهر معجزا بين كل وقت وآية ، وكان من معجزاته تعالى إظهار رأس مولانا الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلّى الله عليه وعلى جده وأبيه وأهل بيتهم ، بموضع بعسقلان كان الظالمون ستروه فيه ، وإظهاره الآن شرفا لأوليائه الميامين ، وانشراح صدور شيعته المؤمنين ، ورزق الله فتى مولانا وسيدنا معد أبي تميم الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين صلّى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين».
ثانيا : جاء في المقريزي (١ / ٤٠٨) أنّ المؤرخ ابن المأمون ذكر في حوادث سنة ٥١٦ ه أن الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله أمر بإهداء قنديل من ذهب وآخر من فضة إلى مشهد الحسين ، وأهدى إليه الوزير المأمون قنديلا ذهبيا له سلسلة فضية.
ثالثا : لو كان الرأس موجودا في مكان آخر غير عسقلان ، سواء في الشام أو خارجها ، لما عزّ على خلفاء الدولة الفاطمية الوصول إليه ، وهم كما نعلم من الشيعة الإسماعيلية ، وقوتهم الدينية تعتمد في أكثر ما تعتمد على نسبهم لفاطمة الزهراء .. أمّا قوتهم السياسية فقد فاقت الدولة العبّاسية ، إذ امتدت الدولة الفاطمية من مصر وبلاد الشام والحجاز واليمن شرقا إلى شمال أفريقيا وبلاد المغرب غربا ، بل إنّه حدث في عهد الخليفة المستنصر أن نادى البساسيرى أحد كبار الشيعة بسقوط الدولة العباسية في بغداد والبصرة وواسط وجميع الأعمال ، وذكر اسم الخليفة المستنصر الفاطمي على منابرها في خطبة الجمعة ، وفي هذا أكبر شاهد على تلك القوة.