١٢٤ ه بالعقيق بأرض (الحجاز) بقصر ابن عاصم ، والمتوفى بمكة سنة ٢٧٧ ه ، أسماها مؤلفها المذكور (أخبار الزينبات) (١) ذكر فيها كل من سميت (زينب) من آل البيت وغيرهم ، فترجم لزينب هذه الكبرى ، وأختها الوسطى ، والصغرى ، وذكر فيها في آخر ترجمة زينب الكبرى ، أنها بعد أن سيّرت للشام ، ثم للمدينة ثارت فتنة بينها وبين عمرو بن سعيد (الأشدق) والي المدينة من قبل يزيد فاستصدر أمر يزيد بنقلها من المدينة فنقلت منها إلى مصر ، فدخلتها على (مسلمة بن مخلد) ، وكان دخولها في أول شعبان سنة ٦١ ه ، فأقامت بها مدة (١١) أحد عشر شهرا ، ونحو عشرة أيام (من شعبان سنة ٦١ ه إلى رجب سنة ٦٢ ه) ، وتوفيت يوم الأحد مساء لأربعة عشر يوما مضت من رجب من السنة المذكورة بموضع يقال له «الحمراء القصوى» حيث بساتين الزهري (٢) وإذن فهذا المشهد معروف من قبل القرن الثاني.
هذا محصل ما ذكره العبيدلي النسابة من القرن الثالث في ترجمة السيد زينب الكبرى بنت عليّ ، إذن بقي علينا أن نتعرف : ما هي هذه الخطة «الحمراء القصوى» التي ذكر أنها دفنت بها ، فنقول :
سابعا : الحمراء القصوى :
إنّ المقريزي قد تكفل لنا بتعريفها ، وبسط لنا ما أغنانا عن مؤنة
__________________
(١) قامت لجنة نشر العلوم والمعارف الإسلامية بالقاهرة بطبع هذه الرسالة (أخبار الزينبات) للعبيدلي ، وذلك سنة (١٣٥٣ ه / ١٩٣٥ م) عن الأصل المرسل إلى الأستاذ حسن قاسم من الشام.
(٢) هناك شارع باسم (شارع جنان الزهرى) أمام مجلة المصور الآن بمنطقة السيدة.