والفضيخ : عصير العنب ، وشراب يتخذ من بسر مفضوخ ، ومسجد الفضيخ هو المعروف بمسجد الشمس.
هذا كله عدا عن روايتهم : أن هناك من كان يهدي لرسول الله خمرا عدة سنوات إلى أن حرمت الخمر (١).
ونقول :
أولا : إن تحريم الخمر ـ كما تقدم في كتابنا هذا ـ قد كان في مكة .. فإن كان لهذه الرواية حظ من الصحة فلا بد أن يكون الأصحاب قد خالفوا حكم الله فيها ، وارتكبوا الحرام ، فنهاهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عن ذلك ، وما ذكر آنفا عن أبي أيوب ونفر من الأنصار دليل على صحة ذلك.
ثانيا : إن منازل بني النضير لم تكن في جهة قباء ، ولا مسجد الفضيخ ، وذلك لأنهم يقولون : إن مسجد الفضيخ يقع في شرقي مسجد قباء ، على شفير الوادي ، على نشز من الأرض (٢).
وقد تقدم : أن منازلهم كانت بعيدة جدا عن هذا الموضع. فراجع ما ذكرناه في هذا الجزء حين الكلام حول شعر حسان بن ثابت في الرواية التي تبين أن فتح بني النضير كان على يد علي حين قتل عشرة منهم وجاء برؤوسهم إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ثالثا : قد روى أحمد في مسنده ، عن ابن عمر : أن النبي «صلى الله عليه
__________________
(١) راجع : تفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٩٣ عن أبي يعلى ، وعن أحمد في عدة مواضع.
(٢) وفاء الوفاء ج ٣ ص ٨٢١ ومرآة الحرمين ج ١ ص ٤١٨.