٥ ـ كما أننا نستفيد بالإضافة إلى ما تقدم الأمور التالية :
ألف : أنه كما أن من مسؤوليات قائد الأمة تصريف أمور الرعية ، ورعاية شؤونها ، وإدارتها ، وهدايتها إلى أفضل السبل وأجداها في دفع الأخطار الكبرى عنها ، وحل المعضلات التي ربما تواجهها ..
كذلك فإن من مسؤولياته تربية الأمة تربية صالحة ، ورعاية شؤونها الروحية وتزكيتها ، وبعث الفضائل والسجايا الكريمة في نفوس أبنائها جماعات وآحادا ، ثم إبعاد كل ريب ورين عنها ؛ لتكون خالصة خلوص الجوهر ، نقية صافية صفاء النور ..
هذا بالإضافة إلى رعاية العلاقات الروحية فيما بين أفراد وجماعات الأمة ، لتبقى سليمة وحميمة ، وقائمة على أسس قوية وثابتة من تلك السجايا والسمات والصفات الراسخة في أعماق الذات الإنسانية ..
فلا يجوز أن يصدر منه أي عمل ـ حتى ولو كان بملاحظة خصوصيته الفردية ، والعادية حلالا ومباحا له ـ من شأنه أن يلحق أدنى ضرر في البنية الاجتماعية ، سواء على المستوى النفسي أو الفكري ، أو المادي ، أو غير ذلك.
كما أن عليه أن يتكهن بآثار أي عمل يصدر منه ، ويقدر ما له من سلبيات وإيجابيات مستقبلية ، وعلى جميع المستويات.
ب : إن ما تقدم يوضح لنا مدى حساسية موقع هذه القيادة ، وخطورة مسؤولياتها ، ويوضح كذلك : أنه ليس باستطاعة كل أحد ؛ أن يتسلم أزمة الحكم ، ويتولى مسؤوليات قيادية ، إلا إذا اجتمعت فيه خصال ومواصفات ذات طابع معين ، من شأنها أن تساعد على تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من الأهداف التي تتوخاها الأمة من قياداتها.