الرابع : قد تقدم أن بني النضير لما هزم المسلمون في أحد ارتابوا ونقضوا العهد ، فركب كعب بن الأشرف في أربعين راكبا من اليهود إلى مكة ، وحالفوهم وعاقدوهم على أن تكون كلمتهم واحدة على محمد ، ثم دخل أبو سفيان في أربعين وكعب بن الأشرف في أربعين المسجد ، وأخذ بعضهم على بعض الميثاق بين الأستار والكعبة.
ثم رجع كعب وأصحابه إلى المدينة ، ونزل جبرئيل ، فأخبر النبي «صلىاللهعليهوآله» بما تعاقد عليه كعب بن الأشرف وأبو سفيان ، وأمره بقتل كعب بن الأشرف ، فقتله محمد بن مسلمة الأنصاري ، وكان أخاه من الرضاعة (١).
الخامس : ورد في نص آخر ما ملخصه : أنه ذهب مع أصحابه يستقرض مالا من كعب بن الأشرف ، فحدث كعب نفسه بقتل النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فأخبره جبرائيل ، فقام كأنه يقضي حاجة ، وعرف : أنهم لا يقتلون أصحابه وهو حي ، وأخذ طريق المدينة ، فاستقبله بعض أصحاب كعب ، فأخبر كعبا بذلك ، ورجع المسلمون.
فأخبرهم ابن صوريا بأن رب محمد أطلعه على ما همّوا به ، وأنه سوف يأمرهم بالجلاء إن لم يسلموا ، فاختاروا الجلاء (٢).
__________________
(١) راجع : البحار ج ٢٠ ص ١٥٨ ومجمع البيان ج ٩ ص ٢٥٧ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٩٦ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٠ وقد تقدمت بقية المصادر حين الحديث عن تاريخ غزوة بني النضير ، فلتراجع هناك.
(٢) راجع : إعلام الورى ص ٨٨ و ٨٩ والبحار ج ٢٠ ص ١٦٣ و ١٦٩ وتفسير الصافي ج ٥ ص ١٥٣ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٩ وتفسير البرهان ج ٤ ص ٣١٣ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٤٩ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٩٦.