الجيوش على عمرو ، فأقبل عمرو حتى إذا كان بجبال الحلال نفرت معه راشدة وقبائل من لخم ، وأدركه النحر وهو بالعريش ، فضحى يومئذ عن أصحابه بكبش.
وكان رجل ممن خرج معه قد أصيب بجمله ، فأتاه الرجل يستحمله ، فقال له عمرو : تحمل مع أصحابك حتى نبلغ أوائل العامر ، فلما بلغوا العريش جاءه ، فأمر له بجملين ، ثم قال : لن تزالوا بخير ما رحمتكم أئمتكم ، فإذا لم يرحموكم هلكتم وهلكوا.
فتقدم عمرو ، فكان أول موضع قوتل فيه الفرما ، قاتلته الروم قتالا شديدا ، نحوا من شهر ، ثم فتح الله على يديه.
وكان بالإسكندرية أسقف للقبط يقال له : «أبو ميامين» ، فلما بلغه قدوم عمرو بن العاص إلى مصر كتب إلى القبط يعلمهم أنه لا تكون للروم دولة ، وأن ملكهم قد انقطع ، ويأمرهم بتلقى عمرو ، فيقال : إن القبط الذين كانوا بالفرما كانوا يومئذ لعمرو أعوانا.
ثم توجه عمرو لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى نزل القواصر ، ثم تقدم لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس ، فقاتلوه بها نحوا من شهر حتى فتح الله عليه ، ثم مضى لا يدافع إلا بالأمر الخفيف ، حتى أتى أم دنين فقاتلوه بها قتالا شديدا ، وأبطأ عليه الفتح ، فكتب إلى عمر يستمده ، فأمده بأربعة آلاف تمام ثمانية آلاف ، فقاتلهم.
وجاء رجل من لخم إلى عمرو بن العاص فقال : اندب معى خيلا حتى آتى من ورائهم عند القتال ، فأخرج معه خمسمائة فارس ، فساروا من وراء الجبل حتى دخلوا مغار بنى وائل قبل الصبح.
ويقال : كان على هذا البعث خارجة بن حذافة (١) ، فلما كان فى وجه الصبح نهض القوم ، فصلوا الصبح ، ثم ركبوا خيلهم ، وغدا عمرو بن العاص على القتال ، فقاتلوهم من وجههم ، وحملت الخيل التي كان وجه من ورائهم واقتحمت عليهم فانهزموا. وكانوا قد خندقوا حول الحصن ، وجعلوا للخندق أبوابا ، فسار عمرو بمن معه حتى نزل على
__________________
(١) انظر ترجمته فى : الإصابة ترجمة رقم (٢١٣٧) ، أسد الغابة ترجمة رقم (١٣٢٧) ، الثقات (٣ / ١١١) ، تلقيح فهوم أهل الأثر (٣٧٤) ، تجريد أسماء الصحابة (١ / ١٤٦) ، الكاشف (١ / ٢٦٥) ، تهذيب التهذيب (٣ / ٧٤) ، تقريب التهذيب (١ / ٢١٠) ، التحفة اللطيفة (١ / ٤٩) ، النجوم الزاهرة (١ / ٢٠) ، أزمنة التاريخ الإسلامى (١ / ٦٠٠) ، الطبقات (٢٣ / ٢٩١) ، التاريخ الكبير (٣ / ٢٠٣) ، التاريخ الصغير (١ / ٩٣) ، الإكمال (٦ / ١٨٢) ، تراجم الأخبار (١ / ٣٩٠) ، الكامل (٣ / ٩٢٠) ، مشاهير علماء الأمصار (٣٨٣).