فدعا زيد بن الخطاب (١) لذلك ، فقال : يا خليفة رسول الله ، قد كنت أرجو أن أرزق الشهادة مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلم أرزقها ، وأنا أرجو أن أرزقها فى هذا الوجه ، وإن أمير الجيش لا ينبغى أن يباشر القتال بنفسه ، فدعا أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، فعرض عليه ذلك ، فقال مثل ما قال زيد ، فدعا سالما مولى أبى حذيفة ليستعمله ، فأبى عليه ، فدعا أبو بكر خالد بن الوليد فأمره على الناس ، وقال لهم وقد توافى المسلمون قبله ، وبعث مقدمته أمام الجيش : أيها الناس ، سيروا على اسم الله تعالى وبركته ، فأميركم خالد بن الوليد ، إلى أن ألقاكم ، فإنى خارج فيمن معى إلى ناحية خيبر حتى ألاقيكم. ويروى أنه قال للجيش : سيروا ، فإن لقيتكم بعد غد فالأمر إلى ، وأنا أميركم ، وإلا فخالد بن الوليد عليكم ، فاسمعوا له وأطيعوا.
وإنما قال ذلك أبو بكر لأن تذهب كلمته فى الناس ، وتهاب العرب خروجه ، ثم خلا بخالد بن الوليد ، فقال : يا خالد ، عليك بتقوى الله ، وإيثاره على من سواه ، والجهاد فى سبيله ، فقد وليتك على من ترى من أهل بدر من المهاجرين والأنصار ، فسار خالد ، ورجع أبو بكر ، وعمر ، وعلى ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبى وقاص فى نفر من المهاجرين والأنصار من أهل بدر رضياللهعنهم جميعهم ، إلى المدينة.
وصية أبى بكر الصديق رضياللهعنه ،
خالد بن الوليد حين بعثه فى هذا الوجه
قال حنظلة بن على الأسلمى : بعث أبو بكر رضياللهعنه ، خالد بن الوليد إلى أهل الردة ، وأمره أن يقاتلهم على خمس خصال ، فمن ترك واحدة من الخمس قاتله : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام شهر رمضان. زاد زيد بن أسلم : وحج البيت ، وقال : كن ستا.
وعن نافع بن جبران أن أبا بكر حين بعث خالد بن الوليد عهد إليه ، وكتب معه هذا الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد به أبو بكر ، خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلى
__________________
(١) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٨٥١) ، الإصابة الترجمة رقم (٨٩٠٤) ، أسد الغابة الترجمة رقم (١٨٣٤) ، تجريد أسماء الصحابة (١ / ١٩٨) ، سير أعلام النبلاء (١ / ٢٩٧) ، تهذيب التهذيب (٣ / ٤١١) ، تقريب التهذيب (١ / ٢٧٤) ، خلاصة تذهيب الكمال (١ / ٣٥٢) ، الأعلام (٣ / ٥٨) ، العبر (١٤) ، الثقات (٣ / ١٣٦) ، الاستبصار (٢٩٦ ، ٢٩٧) ، صفة الصفوة (١ / ٤٤٧) ، التحفة اللطيفة (١ / ٩٩) ، الرياض المستطاب (٨٩).