فلما أصبح عمرو غدا على خالد ، فقال : ما تريد يا خالد بجلالة؟ قال : قد أسلمت ، فإن تسلم أردها إليك ، فأسلم عمرو ، فردها إليه.
وقدم خالد المدينة ، ثم قدم عمرو بن معدى كرب المدينة ، فدخل على خالد داره ، فقال له : إنى والله ما وجدت شيئا أكافئك به فى جلالة إلا سيفى الصمصامة ، ثم خلعه من عنقه فناوله إياه ، وقال عمرو :
وهبت لخالد سيفى ثوابا |
|
على الصمصامة السيف السلام |
خليل لم أخنه ولم يخنى |
|
ولكن التواهب فى الكرام |
ذكر ردة كندة وحضرموت
وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لما قدم عليه وفد كندة مسلمين استعمل عليهم زياد بن لبيد الأنصاري البياضى (١) ، وأمره بالمسير معهم ، ففعل ، وأقام معهم فى ديارهم يأخذ صدقاتهم حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان رجلا مسلما ، فلما توفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وولى أبو بكر ، بعث أبا هند مولى بنى بياضة ، بكتاب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من أبى بكر خليفة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلى زياد بن لبيد ، سلام عليك ، فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو.
أما بعد ، فإن النبيّ صلىاللهعليهوسلم توفى ، فإنا لله ، وإنا إليه راجعون ، فانظر ولا قوة إلا بالله أن تقوم قيام مثلك ، ويبايع من عندك ، فمن أبى وطئته بالسيف ، وتستعين بمن أقبل على من أدبر ، فإن الله مظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون.
فلما قدم أبو هند بكتاب أبى بكر رحمهالله ، على زياد بن لبيد ، قدم من الليل ، وأخبره باجتماع الناس على أبى بكر ، وأنه لم يكن بين المسلمين اختلاف ، فحمد الله زياد على ذلك ، فلما أصبح زياد غدا يقرئ الناس كما كان يفعل قبل ذلك ، ثم دخل بيته ، فلما جاءت الظهر ، خرج إلى الصلاة وعليه السيف ، فقال بعض الناس : ما شأن أميركم والسيف ، فصلى الظهر بالناس ، ثم قال :
__________________
(١) انظر ترجمته فى : الاستيعاب الترجمة رقم (٨٣٩) ، الإصابة الترجمة رقم (٢٨٧١) ، أسد الغابة الترجمة رقم (١٨٠٩) ، التاريخ الكبير (٣ / ٣٤٤) ، أنساب الأشراف (١ / ٢٤٥) ، الجرح والتعديل (٣ / ٥٤٣) ، تهذيب الكمال (٩ / ٥٠٦) ، تهذيب التهذيب (٣ / ٣٨٢) ، الوافى بالوفيات (١٥ / ١٠) ، تاريخ الإسلام (١ / ٥٢) ، تجريد أسماء الصحابة (١ / ١٩٥).