وقيل : فاختة. واستعمل سعيد بن العاص ، سلمان بن ربيعة على فرج بلنجر ، وأمد الجيش الذي كان به مقيما مع حذيفة بأهل الشام ، عليهم حبيب بن مسلمة.
وكان عثمان ، رحمهالله ، قد أمر سعيدا بإغزاء سلمان ، فيما ذكره سيف عن بعض رجاله ، وكتب إلى عبد الرحمن بن ربيعة ، الذي يقال له : ذو النور ، وهو على الباب : أن الرعية قد أبطر كثيرا منها البطنة ، فقصر ولا تقتحم بالمسلمين ، فإنى خاش أن يبتلوا ، فلم يزجر ذلك عبد الرحمن عن غايته ، فغزا فى السنة التاسعة من إمارة عثمان حتى إذا بلغ بلنجر حصرها ونصب عليها المجانيق والعرادات ، فجعل لا يدنو منها أحد إلا أعنتوه أو قتلوه ، وأسرعوا فى الناس.
ثم إن الترك اتعدوا يوما ، فخرج أهل بلنجر ، وتوافى إليهم الترك فاقتتلوا فأصيب عبد الرحمن ، ذو النور ، فانهزم المسلمون وتفرقوا.
وقد تقدم ذكر مقتله قبل ، وأن المشركين احتازوه إليهم فجعلوه فى سفط ، فكانوا يستسقون به بعد ويستنصرون به.
وذكر سيف من بعض طرقه (١) : أنه لما تتابعت الغزوات على الخزر تذامروا وتعايروا وقالوا : كنا أمة لا يقوم لها أحد حتى جاءت هذه الأمة القليلة فصرنا لا نقوم لها ، فقال بعضهم : إنهم لا يموتون ، ولو كانوا يموتون لما افتتحوا علينا. ثم كمنوا فى الغياض ليجربوا ، فرموا بعض من مر بهم فى ذلك الكمين من جند المسلمين فقتلوهم ، فعند ذلك تداعوا إلى الحرب وتواعدوا يوما ، فاقتتلوا فقتل عبد الرحمن وتفرق الناس فرقتين ، فرقة نحو الباب فحماهم سلمان الفارسى حتى أخرجهم ، وفرقة نحو الخزر ، فطلعوا على جيلان وجرجان ، فيهم سلمان الفارسى وأبو هريرة.
وقال بعضهم : غزا أهل الكوفة ثمان سنين من إمارة عثمان ، رضياللهعنه ، لم تئم فيهن امرأة ، ولم ييتم فيهن صبى من قتل حتى كان ، يعنى فى السنة التاسعة ، فكان ما ذكر من قتل عبد الرحمن بن ربيعة ومن أصيب معه.
ذكر فتح مروالروذ والطالقان والفارياب والجوزجان وطخارستان
ذكر الطبرى (٢) بإسناده عن ابن سيرين قال : بعث ابن عامر ، الأحنف بن قيس إلى
__________________
(١) انظر : الطبرى (٣ / ٣٠٥ ، ٣٠٦).
(٢) انظر : الطبرى (٤ / ٣١٠ ـ ٣١٣).