ما لى به طاقة ولا يدان إلا بتقوية الله ، ولوددت أن أقوى الناس عليها مكانى اليوم.
فقبل المهاجرون منه ما قاله واعتذر به ، وقال على والزبير : ما غضبنا إلا أنا أخرنا عن المشورة ، وإنا لنرى أن أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنه لصاحب الغار وثانى اثنين ، وإنا لنعرف له شرفه وسنه ، ولقد أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالصلاة بالناس وهو حى.
وذكر غير ابن عقبة أن أبا بكر رضياللهعنه قام فى الناس بعد مبايعتهم إياه يقيلهم فى بيعتهم ويستقيلهم فيما تحمله من أمرهم ويعيد ذلك عليهم ، كل ذلك يقولون له : والله لا نقيلك ولا نستقيلك ، قدمك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمن ذا يؤخرك.
ولم يبدأ أبو بكر رضياللهعنه بعد أن فرغ أمر البيعة واطمأن الناس بشيء من النظر قبل إنفاذ بعث أسامة ، فقال له : امض لوجهك الذي بعثك له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فكلمه رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا : أمسك أسامة وبعثه ، فإنا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا بوفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو بكر وكان أفضلهم رأيا : أنا أحتبس بعثا بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم لقد اجترأت إذ على أمر عظيم ، والذي نفسى بيده لأن تميل العرب على أحب إلى من أن احتبس جيشا أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم. امض يا أسامة فى جيشك للوجه الذي أمرت به ، ثم اغز حيث أمرك رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ناحية فلسطين ، وعلى أهل مؤتة فإن الله سيكفى ما تركت ، ولكن إن رأيت أن تأذن لعمر بن الخطاب بالتخلف لأستشيره وأستعين برأيه فإنه ذو رأى ونصيحة للإسلام وأهله فعلت. ففعل أسامة وأذن لعمر ، فأقام بالمدينة مع أبى بكر رضياللهعنهم أجمعين.
ذكر غسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ودفنه ، وما يتصل بذلك من أمره
صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته
ولما فرغ الناس من بيعة أبى بكر الصديق رضياللهعنه وجمعهم الله عليه وصرف عنهم كيد الشيطان أقبلوا على تجهيز نبيهم صلىاللهعليهوسلم والاشتغال به.
قالت عائشة رضياللهعنها : لما أرادوا غسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم اختلفوا فيه ، فقالوا : والله ما ندرى ، أنجرّد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ثيابه كما نجرد موتانا ، أو نغسله وعليه ثيابه؟ قالت : فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا ذقنه فى صدره ، وكلمهم