تقريظ حضرة العلامة الجهبذ البحاثه المحقق صاحب المفاخر الساميه الشهيرة وكيل شيخ الاسلام فى التدريس بالقسطنطينية واحدا ساطين علما الدولة العثمانية الشيخ محمد زاهد بن الحسن بن على الكوثرى نزيل مصر القاهرة حالا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى أرسل غيث نعمه على الناس مدرارا» وصورهم وأحسن صورهم وخلقهم أطوارا ، وفضل بعضهم على بعض خلقا وخلقا ودارا وجعلهم شعوبا وقبائل وأسكنهم أقطارا ، واعطى كل شعب وقطر ميزة وفخارا عناية من الله سابقة بها يتسابقون الى الخيرات بدارا ، ويتنافسون فى سلوك سبيل الاحتفاظ بتلك المفاخر أجيالا وأدوارا ، لا يتعدى الموفقون منهم فى ذلك حدود ما أنزل الله ايرادا واصدارا ، والصلاة والسلام الاتمان الاكملان ، على سيدنا ونبينا محمد المبعوث من بنى عدنان ، المرسل رحمة للعالمين وعلى آله الأطهار الطيبين. وأصحابه الأخيار المهديين ، والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين ، أما بعد فقد اسعدنى الحظ بالاطلاع على كتاب «نثر الدر المكنون من فضائل اليمن الميمون» للسيد الجليل المسميدع والتقى الورع الاروع ، المفضال مثال حسن الخلق وكرم الخلال ، مظهر الصون الالهى والنفحة الرحمانيه ، فرع تلك الدوحه الزاكيه الاهدليه اليمانيه : سليل بيت النبوة الشهم السرى ما السيد محمد بن على الاهدلى الحسينى اليمانى الازهرى ، حفظه الله ، وأتم عليه نعمه فى دنياه وأخراه ، فاخذت أتصفح صفحات هذا السفر الجليل على عجل ، ولن كان المستعجل لا يخلوا من زلل ، فاذا به ما استلب لبى ، وأخذ بمجامع قلبى ، من تحقيقات عزيزة المنال ، وتدقيقات لا تصدر الا من كمل الرجال فمضيت على تنسيم نسيم هذه الروضة الغناء ، والتمتع بشميم ورودها الفيحاء ، وكلما زدت نظرا فى الكتاب ازددت سرورا وابتهاجا ، ووجدت به نورا وسراجا وهاجا ، يضىء سيل الاطلاع» على فضائل الاقطار اليمانيه وتلك البقاع ، وفضايل أهليها الذين هم أرق الناس أفئده وأعرقهم ايمانا ، وأقدمهم حضارة وأسبقهم عمرانا ، وأكثرهم مفاخرا جاهلية واسلاما ، وأطوعهم للذى جعله الله للمتقبن إماما ، وألفيته رايع الترتيب والتصنيف ، بديع التبويب والترصيف ، حسن المطلع رايق المقطع ، ابتدأ مؤلفه البارع بالإشاره فيه الى ما للقطر اليمانى من المفاخر فى الغابر والحاضر ، اشارة مورخ ماهر ثم ألم بمذهب أهل البيت الطاهر ، وساق آيات الكتاب الكريم المتعلقه : بأهل اليمن آية ايه ، وسرد فى ذلك أقوال المفسرين بالرواية ، واستقصى من أصول السنة وكتب الصحاح والسنن والمسانيد