فاعتبروا بين وطنى أبناء العروبة بما حل بأوطان اخوانكم المسلمين شرقا وغربا وبما فعلته المبشرون والملحدون بالدين الحنيف والغارة عليه سرا وجهرا لتفوزوا بدوام السلامة فى دينكم ودنياكم من هذه الكوارث الكبرى فى الحال والاستقبال والخلود فى دار النعيم الابدى مع النبى الامى صلىاللهعليهوآلهوسلم وانى أبتهل الى الله الرحمن الرحيم كشاف الكروب بقلب خاشع حزين متوسلا اليه بهذا الرسول الكريم اذ هو وسيلتنا العظما اليه والمحجه البيضا بين يديه ان يطهر جميع بلاد المسلمين من الملاحدة والزنادقة واعداء الدين وان يوفقهم للعمل بدينهم القويم وسلكوهم صراطه المستقيم بجمع كلمتهم الى ما يحبه ويرضاه أمين اللهم أمين
(الباب الاول)
فى الآيات الشريفة وما أورده علماء التفسير من الاحاديث الكريمة المؤيدة لما قالوه فى معناها بخصوص فضائل اهل اليمن السعيد قال الله تعالى وهو أصدق القائلين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) ذكر السيوطى فى الدر المنثور وصديق خان فى فتح البيان قالا أخرج ابن أبى حاتم فى تفسيره والبخارى فى تاريخه والحاكم فى الكنى وأبو الشيخ والطبرانى فى الأوسط وابن مردوية بسند حسن عن جابر رضى الله عنهما قال سئل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن هذه الآية «قال هؤلآء من أهل اليمن من كندة ثم من السكون ثم من تجيب» وأخرجه النور الهيثمى فى مجمع الزوائد جزء سابع بكتاب التفسير عن الطبرانى فى الأوسط وقال أسناده حسن وأخرج البخارى فى تاريخه وابو الشيخ وابن أبى حاتم عن ابن عبّاس رضى الله عنهما «قال هم قوم من أهل اليمن ثم من كندة ثم من السكون»
قلت وابن أبى حاتم التزم فى تفسيره أن يخرج أصح شىء فى الباب وأخرج البخارى فى تاريخه عن القاسم بن مخيمرة قال أتيت ابن عمر رضى الله عنهما فرحب بى ثم تلا قوله تعالى (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ) الآية ثم ضرب على منكبى وقال أحلف بالله تعالى انهم لمنكم أهل اليمن ثلاثا وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد فسوف يأتى الله الآية قال هم قوم سبأ وأخرج بن عساكر فى تبيين كذب المفترى وابن جرير فى تفسيره باسنادهما عنه أيضا لنهم قوم سبأ
وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس فسوف يأتى الله الآية «قال هم أهل القادسية