الموحدون ما دامت الشريعة شعارها والعدل ميزانها حفظ الله بها اليمن من الفتن ومن نكبات هذا الزمن وأباديها جيوش المفسدين والمأجورين على اتلاف الوطن وضياع الدّين عطفا من الله ورحمة على أهل اليمن لإخلاصهم فى الدين وموالاتهم لبضعة الرسول الامين عن عقيدة راسخة من غير تكلف ولا تصنع تلقوها بقلوب طاهرة وآذان واعية خلفا عن سلف عن سيّد الرسل عن الله عزوجل وباقية فيهم وفى أعقابهم إن شاء الله الى يوم يبعثون بسلام آمنين وما ورد فى حقهم من الآيات الشريفة والأحاديث المنيفة الناطقة بفضلهم ما لم يرد فى شعب من الشعوب الاسلامية بعد المهاجرين والانصار الا لتمسكهم بالدين وبالشريعة المطهرة فى سائر عصورهم الماضية والحاضرة وأن المسلم الداخل فى اليمن اليوم تمثل له حالته الراهنة صدر الاسلام بثبوت أهله على الدين والقيام بشعائره من الكبير والصغير نساءهم وصبيانهم
مساجدهم وبيوتهم بالعبادة وتلاوة آيات الذكر الحكيم عامرة ومدارسهم من البداية الى النهاية بتعليم الدين زاهرة لا يتخلل صفوفهم ملحد ولا زنديق لانّهم لا يرسلون أولادهم الى مدارس أوربا لاعتقادهم الجازم ان من تخرج منها قل ان يرجع مسلما يخدم دينه ووطنه معا وإنما أدخل الالحاد فى بلاد المسلمين وزرعه فى قلوب كثير من أبناءه رجالا ونساء وأهمل التعليم الدينى فى المدارس الاسلامية الا المتعلمون من أبناء المسلمين فى أوربا والمتخرجون من مدارسها وجامعاتها حتى عجز علماء الدين عن ارجاعه اليها كما هو الواقع فاذا كانت هذه عقيدة أهل اليمن فيمن دخل مدارس أوربا من أبناء المسلمين وعدم الثقة به فضلا عن الأجنبى فلا شك أن الالحاد لا يدخل اليمن أبدا ما دام الله يعبد فى أرضه وهذا من أعلام نبوة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما سيأتى إن شاء الله تعالى قريبا فى الاحاديث الشريفة فيجب على أهل اليمن أن يقابلوا هذه النعم الكبرى المتوالية عليهم بالحمد والثّناء لله الواحد الاحد والاستزادة فى طاعته واتقاء محارمه وان يحفظوه ويحفظوا رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم فى بضعته حكومتهم الهاشمية التى حفظ الله بها وطنهم من دسائس المستعمرين
وأجرى هذه النعم العظمى على يديها فى بلدهم الامين وأن يكونوا معها أنصار وأعوانا لنصرة دينهم والذود عن وطنهم
لأن الجميع مسلمون كتابهم واحد والههم واحد ولسانهم واحد أيد الله هذا الدّين الحنيف باجدادهم وأضاء نوره فى أسيا وأفريقيا وأوربا بسيوف اسلافهم