الوفود
فصل فى بعث جرير بن عبد الله البجلى رضى الله عنه
بعثه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى ذى الكلاع بن باكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع الحميرى فاسلم واسلمة امرأته صريمة بنت ابرهة بن الصباح واسم ذى الكلاع سميفع قال الاصمعى كاتب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذا الكلاع من ملوك الطوائف على يد جرير بن عبد الله البجلى يدعوه الى الاسلام وكان قد استعلى أمره اه وكان وافدا مع جرير هو وذو حوشب (١) فجاءهم الخبر بوفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فى الطريق وأن أبا بكر استخلف والمسلمون على خير فرجعا الى اليمن وبقيا على اسلامهما ثم وفد ذو الكراع فى خلافة عمر ومعه ثمانية آلاف عبد وجدد اسلامه على يده وأعتق من عبيده أربعة آلاف ثم قال عمر يا ذا الكراع بعنى ما بقى عندك من عبيدك أعطك ثلث أثمانهم ههنا وثلثا باليمن وثلثا بالشام فقال أجلنى يومى حتى أفكر فيما قلت ومضى الى منزله فاعتقهم جميعا فلما غدا على عمر قال له ما رأيك الذى قلت لك فى عبيدك قال قد اختار الله لى ولهم خيرا مما رأيت قال وما هو قال هم أحرار لوجه الله تعالى قال أصبت يا ذا الكلاع قال يا أمير المؤمنين لى ذنب ما أظن الله يغفره لى قال وما هو قال تواريت يوما على قومى ثمّ أشرفت عليهم من مكان فسجد لى زهاء مائة الف انسان فقال عمر الاسلام يجب ما قبله. وفى رواية اعتق ذو الكلاع اثنى عشر الف بيت وله وقائع مشهوره مع الروم فى فتوح الشام وقد تقدم فى كتاب ابى بكر الى اليمن يدعوهم الى الجهاد وان ذى الكلاع وفد الى المدينة فى خلافته لا فى خلافة عمر ولعلها تكررت فى عصر الخليفتين رضى الله عنهما وانتقل رسول الله صلى الله
__________________
(١) الذى فى البخارى عن جرير قال كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا الكلاع وذا عمرو فجعلت أحدثهم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال ذو عمرو لان كان الذى تذكر من امر صاحبك لقد مر على اجله منذ ثلاث واقبلا معى حتى اذا كنا فى بعض الطريق رفع لنا ركب فقالوا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واستخلف ابو بكر والناس صالحون وقالا اخبر صاحبك انا قد جئنا ولعلنا سنعود ان شاء الله ورجعا الى اليمن فأخبرت ابا بكر بحديثهم قال ا فلا جئت بهم فلما كان بعد قال لى ذو عمرو يا جرير إن لك على كوامة وانى مخبرك خبرا إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم اذا هلك أمير تأمرتم فى اخر فاذا كانت بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضا الملوك اه مؤلف