الآية الخامسة
قوله تعالى (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) قال صديق حسن خان فى تفسيره عن عكرمة ومقاتل أن المراد بالناس أهل اليمن وفد منهم سبعمائة انسان على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مؤمنون وذكر البغوى عنهما أنهم أهل اليمن ثم ذكر باسناده حديث «أتاكم أهل اليمن» الحديث وفى الخاذن أنهم أهل اليمن ثم ذكر حديث «أتاكم أهل اليمن» الحديث وقال ابن الديبع فى تحفة الزمن قال الماوردى فى تفسيره الناس ههنا هم أهل اليمن قال الحسن البصرى لما فتحت مكة قالت العرب بعضها لبعض لابد لكم بهؤلاء القوم يعنون أهل اليمن اسوة أى قدوة فإنهم جعلوا يدخلون فى دين الله أفواجا يعنى أمة بعد أمة وفى النسفى (وَرَأَيْتَ النَّاسَ) أهل اليمن يدخلون فى ملة الاسلام جماعات كثيرة بعد ما كانوا يدخلون فيه واحدا واحدا واثنين اثنين وفى روح المعانى عن عكرمة المراد بالناس أهل اليمن وفد منهم سبعمائة رجل وأسلموا واحتج له بما أخرجه ابن جرير من طريق الحسين بن عيسى عن معمر عن الزهرى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال بينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمدينة إذ قال «الله أكبر الله أكبر جآء نصر الله والفتح وجآء أهل اليمن» الحديث سيأتى فى آخر هذا الباب وأحرجه ابن عبد الاعلى عن ابن ثور عن معمر عن عكرمة مرسلا قلت رجاله رجال الصحيح الا محمد بن ثور الصنعانى فثقة فضله أبو زرعة على عبد الرزاق كما فى تهذيب التهذيب وأورد هنا أحاديث تقوية للباب نذكرها فى الباب الثانى إن شاء الله تعالى ثم حكى أقوالا وقال والظاهر أنه ثناء على أهل اليمن لاسراعهم الى الايمان وقبولهم له بلاسيف وقال ومثله فى الثناء عليهم قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم واجد نفس ربكم من قبل اليمن» اه وفى تفسير القرطبى قال عكرمة ومقاتل أراد بالناس أهل اليمن وذلك أنّه ورد من اليمن سبعمائة انسان مؤمنين طائعين بعضهم يؤذن وبعضهم يقرأون القرآن وبعضهم يهللون فسر النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك وبكى عمر وابن عباس وروى عكرمة عن ابن عبّاس إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قرأ (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم لية طباعهم سخية قلوبهم عظيمة خشيتهم يدخلون فى دين الله أفواجا اه. وأخرج الحافظ الهيثمى فى الجزء التاسع من مجمع الزوائد عن ابن عبّاس رضى الله عنهما قال لما أنزلت إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختم السورة قال نعيت الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نفسه حين نزلت فاخذ باشد ما كان قط اجتهادا فى أمر الآخرة