سنة عشرفوا فى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكة وقال له بما أهللت قال كاهلال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال (هل معك من هدى» قال لا قال «طف بالبيت والصفا والمروة وأحل» أى بعد الحلق والتقصير واستعمله عمر على البصرة ثم استعمله عثمان على الكوفة ثم كان أحد الحكمين بصفين اختاره جيش على كرم الله وجهه على غير ارادته وقد حصل ما كان يخشاه على عليهالسلام من انتدابه لهذه المهمة العظمى وكان حسن الصوت بالقرآن وفى الصحيح المرفوع لقد أوتى مزمارا من مزامير آل داود ومات فى سنة ثلاثة وخمسين بالكوفه أو بمكة وهو ابن نيف وستين سنة وقيل غير ذلك
فصل فى بعث معاذ رضى الله عنه الى اليمن
هو معاذ بن جبل بن أوس ويكنى ابا عبد الرحمن اسلم وهو ابن ثمانى عشرة سنة وشهد العقبة مع السبعين وبدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واردفه وراءه وبعثه الى اليمن وشيعه ماشيا وهو راكب ثلاثة فراسخ وكان رضى الله عنه طويلا أبيض حسن الشعر عظيم العينين جعدا قطقطا وفى المنتقى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال لما أراد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يبعث معاذ بن جبل الى اليمن صلى صلاة الغداة ثم أقبل علينا بوجهه الشريف فقال «يا معشر المهاجرين والانصار أيكم ينتدب الى اليمن» فقال أبو بكر رضى الله عنه أنا يا رسول الله قال فسكت عنه ولم يجبه ثم قال «يا معشر المهاجرين والانصار أيكم ينتدب الى اليمن» فقام عمر رضى الله عنه فقال أنا يا رسول الله فسكت عنه ولم يجبه ثم قال «يا معشر المهاجرين والانصار أيكم ينتدب الى اليمن» فقام معاذ بن جبل فقال أنا يا رسول الله فقال له صلىاللهعليهوآلهوسلم «أنت يا معاذ وهى لك يا بلال ائتنى بعمامتى» فعمم بها رأسه وشد له على راحلته وشيعه بجميع المهاجرين والانصار وفتيان الناس من قريش وغيرهم ممن شاء الله ومعاذ راكب ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يمشى الى جنبه يوصيه فقال معاذ يا رسول الله أنا راكب وأنت تمشى ألا أنزل فامش معك ومع أصحابك فقال «يا معاذ انما احتسب خطاى هذه فى سبيل الله» ثم قال «يا معاذ لو أنا نلتقى بعد يومنا هذا لقصرت اليك فى الوصية ولكنا لا نلتقى الى يوم القيامة» وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له «كيف تقضى اذا عرض لك قضاء» قال أقض بكتاب الله» قال «فان لم تجد فى كتاب الله» قال فبسنة رسول الله قال فان لم تجد فى سنة رسول الله» قال أجتهد رائى ولا آلو قال فضرب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على صدرى وقال «الحمد لله