به وقد بقيت منا بقايا شيخ كبير وعجوز كبيرة متمسكون به ولو قدمنا عليه هدمناه ان شاء الله تعالى فقد كنا منه فى غرور وفتنة فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (وما أعظم ما رأيتم من فتنة) قالوا لقد أصابتنا سنة مسنتة حتّى اكلنا الرمة فجمعنا ما قدرنا عليه وابتعنا مائة ثور ونحرناها لذلك الصنم قربانا فى غداة واحدة وتركناها فاكلتها السباع ونحن أحوج اليها من السباع فجاءنا الغيث من ساعتنا ولقد رأينا العشب يوارى الرجال ويقول قائلنا أنعم علينا عم انس وذكروا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كانوا يقسمون لهذا الصنم من أموالهم وأنعامهم وحرثهم فقالوا كنا نزرع فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمى زرعا أخر حجرا أى ناحية لله فاذا مالت الريح بالذى سميناه له اى لله جعلناه لعم أنس ولم نجعله لله فذكر لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن الله أنزل عليه فى ذلك قوله تعالى «وجعلوا الله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا الله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل الى الله وما كان لله ما هو يصل الى شركائهم ساء ما يحكمون» وقالوا كنا نتحاكم اليه فيتكلم فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «تلك الشياطين تكلمكم»
ثم سألوه عن الفرائض الدينية فأخبرهم بها وأمرهم بالوفاء بالعهد وحسن الجوار لمن جاورهم وأن لا يظلموا أحدا فان الظلم ظلمات يوم القيامة ثم ودعوه بعد ايام واجازهم أى أعطى كل واحد اثنتى عشرة ونشا (١) ونصفا ورجعوا الى قومهم فلم يحلو عقدة حتى هدمو صنمهم المسمى بعم أنس
فصل فى وفادة رسول ملوك حمير
وفد الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رسول ملوك حمير مالك بن مراه الرهاوى مرجعه من تبول سنة تسع ومعه كتاب الملوك يخبرونه صلىاللهعليهوآلهوسلم باسلامهم وهم الحارث بن عبد كلال والنعمان قيل ذى رعين ومعافر وهمدان بعثو اليه صلىاللهعليهوآلهوسلم بانهم جميعا أسلمو وفارقو الكفر وأهله وقاتلو المشركين فكتب اليهم صلىاللهعليهوآلهوسلم مع رسولهم وقد تقدم فى الفصل الخامس
فصل فى وفد كندة
ينتسبون الى كنده لقب جدهم ثور بن عفير وله صلىاللهعليهوآلهوسلم جدة منهم وهى أم جده كلاب وفد عليه سنة عشر ثماتون راكبا وقيل ستون وقيل سبعون
__________________
(١) النش نصف الاوقية وهو عشرون درهما والاوقية أربعون وقيل النش يطلق على النصف من كل شىء اه نهاية