المشهور يؤثرون العزلة ولا يحبون الشهرة منهم الفقهاء والعلماء المشاهير محلاتهم مشهورة وللعلم مقصودة منها المراوعة والمنصورية وزبيد وغيرها وهكذا من سكن تهامة والجبال من غير هاتين الاسرتين من ذرية السبطين عليهمالسلام لا يقلون فى الفضل والاشتغال بالعلم عنهما اكتفينا بالتنوية عن ذكر شىء من مناقبهم فنحض الجميع على دوام التمسك بهذا الشرف العظيم واليقطة من دجاجلة المستعمرين واستوطن جد السادة العلوية الامام أحمد بن عيسى حضر موت داعيا الى الله تعالى وكانت اذ ذاك تغلى بها مراجل فتنة الخوارج الكفرة الذين يلعنون أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه فجاهدهم بالوعظ والارشاد ثم بالسيف والسنان بمن حفظه الله من اعتناق نجاسة مذهبهم الى أن طهر الله بلاد حضر موت من كلاب النار ورجعت الى محبة قرناء الكتاب وانتشرت ذريته فى اليمن وغيرها وأنحبت رجالا أسلمت على أيديهم فى افريقيا الجنوبية وآسيا من بلاد الهند والملايو وجزائر سمطرا وغيرها من البلاد الجاوية ما ينوف على الخمسين مليونا من أجناس البشر على اختلاف السنتهم والوانهم لا بسيف ولا برمح بل بالدعوة الى توحيد الواحد الديان ممّا هو معلوم للمطلع على تاريخ سير هذه البضعة المباركة وأعمالها المجيدة المقترنة بالاخلاص والاستقامة
وانى عاجز عن ذكر بعض مناقب هذه الأسرة الطاهرة وما اختصت به من المزايا الفاضلة وتجشمها مشاق الاسفار فى طبقات الارض وظلمات البحار فى سبيل الدعوة الى الله تعالى اقتداء بجدهم الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وارضاء لحالقهم لا يتشجيع درهم ولا دينار من خليفة أو سلطان ولا طمعا فى تأسيس ممالك أوجمع مال مع مالهم من الجاه الرفيع والمحبة الراسخة فى قلوب المسلمين ولم تزل منهم
دعاة فى هاتيك الديار الى كلمة التوحيد الى عصرنا الحاضر بالأخص فى بلاد الملايو وجزرسو مطرا وجاوا فقد شادوا بها المساجد والمدارس الدينية وكونوا الجمعيات الخيرية للفقراء وفاض مزنها الى فقراء وطنهم أرض الاحقاف فى كل سنة فهذا من بعض مناقب الأسرة العلوية التى يمثلون فيها دعوة النبوة الى الله تعالى خارج وطنهم اليمن السعيد فسبحان معطى الفضل لمن يشاء فلله الحمد والشّكر حيث جعل اليمن منابع تلك الفيوضات النبوية ومناخ تلك الفروع الهاشمية ومستودع تلك السلسلة المحمدية وأبراج تلك الأقمار الفاطمية منهم العلماء العاملون والدعاة والمصلحون وأئمته المحافظون على الشريعة من ألف سنة وكسور لم تكن هذه المدة والمزية لغيرهم من أسر ملوك المسلمين ولن تزال ان شاء الله قائمة بالدين ما بقى