وأورد الالوسى والبغوى عن الكلبى انهم الذين جاهدوا يوم القادسية الفان من النخع وخمسة الاف من كندة وبجيلة وثلاث الاف من أفناء الناس
وقال الخازن قيل هم أهل اليمن ثم ذكر حديث «الايمان يمان» وقيل أحياء من اليمن وروى ابن جرير أيضا باسناده عن مجاهد قال أناس من أهل اليمن وأخرج من طريق أخرى عنه مثله : وأخرج باسناده عن شهر بن حوشب قال هم أهل اليمن وأخرج باسناده عن محمد بن كعب القرظى ان عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه وأرضاه أرسل اليه يوما وهو أمير المدينة يسأله عن ذلك فقال محمد يأتى الله بقوم وهم أهل اليمن
قال عمر يا ليتنى منهم قال آمين واخرج عن عياض الاشعرى قال هم أهل اليمن وفى تفسير أبى السعود وصديق خان قيل هم أهل اليمن لقول النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم «هم قوم هذا» يعنى أبا موسى وقيل الفان من النخع وخمسة الاف من كندة وبجيلة وثلاث آلاف من أفناء الناس جاهدوا يوم القادسية ومثله فى الكشاف واخرج الحاكم وصححه والبيهقى فى الدلائل وابن أبى حاتم والحافظ السلفى وأبن عساكر فى تبيين كذب المفترى من طرق وابن جرير وابن سعد وغيرهم عن عياض عن أبى موسى قال تلوت عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسوف يأتى الله الاية فقال «قومك يا ابا موسى أهل اليمن» وقال الحافظ النور الهيثمى رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح وفى تفسير ابن جرير ما ملخصه فى معنى هذه الاية وأن المراد بها أهل اليمن (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ) المؤمنين الذين لم يرندوا (بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) أعوانا وأنصارا وقال وبذلك جأت الرواية عن بعض من يتأول ذلك كذلك وكون المراد بهذه الاية أهل اليمن هو الاولى بالصواب وقال الحافظ ابن الديبع فى تحفة الزمن واعلم سر ما فى قوله تعالى (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) إذا كان الحبيب لا يعذب حبيبه بدليل قوله تعالى ردا على اليهود حيث قالوا (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ) فثبت لهم بالاية الاولى انهم أحباء الله وثبت لهم بالاية الاخرى انه تعالى لا يعذبهم
(الاية الثانية)
قوله تعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) الآية مخاطبا خليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام بعد اتمامه بناء الكعبة زادها الله شرفا وتعظيما قال السيوطى فى الدر المنثور أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما أمر الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام أن ينادى فى الناس بالحج صعد أبا قبيس فوضع أصبعيه فى أذيه