فألقاه فى النار لتصديقه بالنبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم تضره النّار فذكر ذلك النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه قبل وفاته فقال عمر الحمد لله الذى جعل فى أمتنا مثل إبراهيم وأخرج ابن عساكر من طريق أبى بشر جعفر بن أبى وحشية ان رجلا من خوالان أسلم فاراده قوم الأسود العنسى على الكفر فأبى فالقوه فى النار فلم يحترق منه الا أمكنة لم يكن فيما مضى يصيها الوضوء فقدم على أبى بكر رضى الله عنه فقال له استغفر لى قال أنت أحق قال أبو بكر انك القبيت فى النار فلم تحترق فاستغفر له ثم خرج الى الشام فكانوا يشبهونه بإبراهيم عليه الصلاة والسلام وروى البيهقى بسند صحيح عن سليمان بن المعيزة وابن عساكر عن حميد ابن هلال العدوى وأبو داود فى سننه روايه الاعرابى عن محمد بن زياد وأبو داود وأحمد فى كتاب الزهد عن حميد قالوا ان أبا مسلم الخولانى جاء الى دجلة وهى ترمى الخشب من مدها فقال أجيزوا بسم الله ومر بين أيديهم وفى لفظ أنه وقف على دجلة فحمد الله وأثنى عليه وذكر آلاءه ونعمه ثم قال اللهم أجزت بنى إسرائيل البحر وإنا عبادك وفى سبيلك فأجزنا هذا النهر اليوم تم قال اعبروا بسم الله ومر بين أيديهم فلم يبلغ الماء بطون الخيل حتى عبر الناس كلهم ثم وقف فقال يا معشر المسلمين هل ذهب لاحد منكم شىء فادعو الله تعالى برده وفى لفظ التفت الى أصحابه وقال هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعو الله وكان رجل قد القى مخلاته عمدا فقال الرجل مخلاتى وقعت فى النهر فقال له اتبعنى فاذ المخلاة قد تعلقت ببعض اعواد النهر فقال خذها وباسناد الإمام أحمد أيضا أن أبا مسلم كان بأرض الروم فبعث الوالى سرية ووقت لهم وقتا فابطاوا عن الوقت فاهتم أبو مسلم بابطائهم فبينما هو يتوضأ على شط نهر وهو يحدث نفسه فى أمرهم إذ وقع غراب على شجرة مقابلة فقال يا أبا مسلم اهتممت بأمر السرية فقال أجل فقال لا تهتم فانهم غنموا وسيردون عليكم يوم كذا فى وقت كذا فقال له أبو مسلم من أنت يرحمك الله فقال أنا مفرح قلوب المؤمنين فجاء القوم فى الوقت الذى ذكر على ما ذكر. وباسناد أحمد أن أبا مسلم كان جالسا مع أصحابه فى أرض الروم يحدثهم فقالوا يا أبا مسلم قد اشتهينا اللحم فلو دعوت الله تعالى يرزقنا فقال اللهم قد سمعت قولهم وأنت على ما سألوا قادر فما كان الا أن سمعوا صياح العسكر فإذا بظبى قد أقبل حتى مر بأصحاب أبى مسلم فوثبوا اليه فاخذوه. وباسناد النووى الى عطاء عن أبيه قال قالت امرأة أبى مسلم يعنى الخولانى يا أبا مسلم ليس لنا دقيق قال عندك شىء قالت درهم بعنابه غزلا قال أبغينيه أى أعطينيه وهاتى الجراب فدخل السوق فوقف على رجل يبيع الطعام