فهل كرر النبي «صلىاللهعليهوآله» ذلك في عدة خطب ، في المواضع المختلفة؟! فكان يواجه بالضجيج والفوضى!! ويكون المقصود بالمسجد ، هو : المسجد الموجود في منى ، أو عرفة؟! إن لم يكن ذكر منى اشتباها من الراوي. أم أنه موقف واحد ، اشتبه أمره على الرواة والمؤرخين؟!
أم أن ثمة يدا تحاول التلاعب والتشويش بهدف طمس الحقيقة ، وإثارة الشبهات حول هذا الموضوع الهام والحساس جدا. ألا وهو موضوع الإمامة بعد رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟!
قد يمكن ترجيح احتمال تعدد المواقف ، التي أظهرت إصرار فئات الناس على موقف التحدي ، والخلاف. وذلك بسبب تعدد الناقلين ، وتعدد الخصوصيات والحالات المنقولة.
وقد صرحوا بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد خطب في حجته تلك : خمس خطب. واحدة في مكة ، وأخرى في عرفات ، والثالثة يوم النحر بمنى ، ثم يوم النفر بمنى ، ثم يوم النفر الأول.
وحتى إن كان ذلك قد جصل في موقف واحد ، فإن الذي نرجحه هو أن يكون ذلك في عرفات ..
وستأتي بعض الروايات التي صرحت : بأن الله تعالى أمر نبيه «صلىاللهعليهوآله» بإبلاغ أمر الإمامة في عرفات ، ولم تنزل العصمة ، ثم في مسجد الخيف ولم تنزل العصمة ، ثم في كراع الغميم ولم تنزل ، ثم نزلت في غدير خم ، ثم نزلت وهو في طريقه إلى المدينة ..
فلعل النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يبادر إلى خطبة الناس في كل مرة ، فإذا أحس الناس انه يريد أن يصرح بالأمر واجهوه بالضجيج المانع له