ينصرهم .. فلا يحتاج هذا إلى جمع الناس يوم الغدير ، ولا إلى نزول الآيات ، وما إلى ذلك .. إذ كان يكفي أن يخبر عليا بأنه يجب عليه ذلك ..
وعلى كل حال ، فإن قوله «صلىاللهعليهوآله» : «ألست أولى بكم من أنفسكم» يفيد أنها ولاية نصرة ومحبة ناشئة عن هذه الأولوية منهم بأنفسهم .. كما أن جعل وجوب نصرة علي «عليهالسلام» كوجوب نصرة النبي «صلىاللهعليهوآله» لهم يؤكد ذلك ..
فإن نصرة النبي «صلىاللهعليهوآله» لهم إنما هي من حيث نبوته ، وملكه لأمورهم ، وزعامته عليهم .. وليست كوجوب نصرتهم أو محبتهم لبعضهم بعضا.
وأما القول بأن المراد بالمولى المالك والمعتق ، فيرد عليه : أنه لم يكن هناك مالكية حقيقية ، ولا عتق ، ولا انعتاق.
وإن كان المراد بكلمة مولى : السيد ، فهو يقترب من معنى الأولى ، لأن السيد هو المتقدم على غيره. وهذا التقدم ليس بالقهر والظلم ، لأن النبي «صلىاللهعليهوآله» قرن سيادة علي «عليهالسلام» بسيادة نفسه ، فلا بد أن يكون التقدم بالإستحقاق ، من خلال ما يملك من مزايا ترجحه عليهم ، وبديهي : أن أية مزية شخصية لا توجب تقدما ، ولا تجعل له حقا عليهم ، يجعله أولى بهم من أنفسهم ، إلا إذا كانت هذه المزية قد أوجبت أن يجعل من بيده منح الحق ومنعه لصاحب هذه المزية مقام الأولوية بهذا المستوى الذي هو من شؤون النبوة والإمامة. وليس لأحد الحق في منح هذا المقام إلا لله تبارك وتعالى ..
وكذلك الحال لو كان المراد بكلمة المولى ، المتصرف والمتولي للأمر ، فإن