ونقول :
أولا : إن ما ذكرناه آنفا من الإجماع على نزول سورة المائدة في المدينة ، وأنها آخر ما نزل ، أو من آخر ما نزل .. ومن الصحابة من يقول : إنها نزلت في حجة الوداع ـ إن ذلك ـ يكفي للرد على هذه المزعمة. فإن أبا طالب قد توفي قبل الهجرة إجماعا ..
ثانيا : لقد كانت هناك حراسات للنبي «صلىاللهعليهوآله» تجري في المدينة ، وفي المسجد أسطوانة يقال لها : أسطوانة المحرس .. وكان علي «عليهالسلام» يبيت عندها يحرس رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. فإذا كانت الآية المشار إليها قد نزلت في مكة ، فترك الحرس منذئذ ، فلا معنى لتجديد الحراسات عليه في المدينة.
ثالثا : قد تقدم في هذا الكتاب : أن أبا طالب «عليهالسلام» كان في الشعب إذا حلّ الظلام ، وهدأت الأصوات يقيم النبي «صلىاللهعليهوآله» من موضعه ، وينيم عليا «عليهالسلام» مكانه. حتى إذا حدث أمر ، فإن عليا يكون هو الفداء للنبي «صلىاللهعليهوآله».
فلو صح : أن أبا طالب كان يرسل رجالا لحراسته «صلىاللهعليهوآله» كل يوم ، فلا تبقى حاجة لهذا الإجراء ، فإن الحرس موجودون ، وأي أمر يحدث ، فإنهم هم الذين يتصدون له ..
__________________
الكتب العلمية) ص ٨٣ ومجمع الزوائد ج ٧ ص ١٧ وأسباب نزول الآيات ص ١٣٥ والمعجم الكبير ج ١١ ص ٢٠٥ والدر المنثور ج ٢ ص ٢٩٨.