السيدة الزهراء «عليهاالسلام» بالأمرين معا ، أي أنه قال لها أولا : إنه «صلىاللهعليهوآله» ميت في مرضه ذلك ، فبكت. ثم أخبرها بأنها سيدة نساء أهل الجنة ، وبأنها أول أهل بيته لحوقا به ، فضحكت.
٢ ـ إنه لا بد من الوقوف عند دلالات هذا الإجلال والتعظيم من قبل رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لابنته فاطمة «عليهاالسلام» ، حتى إنه يقوم إعظاما لها ، ويجلسها في مجلسه ، مع أن من عادة الآباء إسقاط الكلفة مع أبنائهم ، ولا سيما إذا كانوا يعيشون معهم ، ويرونهم في كل يوم ، فإذا كانوا يقومون للغير فإنهم لا يقومون لأبنائهم ، فضلا أن يجلسوهم في مجلسهم.
ومن الواضح : أن تعظيم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لأي إنسان ليس لمجرد قرباه النسبيه به ، وإنما هو لقربه من الله ، ولعظيم فضله وموقعه من هذا الدين ..
٣ ـ قد يستفاد من سياق الحديث أن هذا الذي جرى قد كان في أول مرض رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقد قالت عائشة عن فاطمة «عليهاالسلام» : «فلما مرض جاءت تمشي الخ ..».
٤ ـ إن رفض الزهراء «عليهاالسلام» إفشاء سر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حتى لزوجته في حال حياته يدل على أنها أهل لهذا السر ، وأن من تسعى إلى الاطلاع على ما يريد الرسول «صلىاللهعليهوآله» أن يستره عنها وعن غيرها ليست أهلا له ، إذ لا معنى لأن تطلب هذه المرأة من الزهراء «عليهاالسلام» أن تفعل ما لا يرضاه الرسول ، ومن يدعو غيره إلى ذلك ، فإنه لا يؤمن من أن يخالف أمره ، ويرتكب ما لا يرضيه في حياته وبعد مماته ..