الإسلامي ، والتفاعل معه ، والذوبان فيه.
٢ ـ أن يتولى هذا الأمر الآخرون من رجال القبائل المختلفة ، فيقاتلون وحدهم الناس لأجل الإسلام ، ودفاعا عن المسلمين ، وهذا خيار غير مرضي أيضا ، فإن احتفاظه «صلىاللهعليهوآله» ، بأهل بيته وذوي قرابته سيكون مثارا لتساؤلات كثيرة ، من شأنها أن تضعف عامل الثقة ، وتؤثر سلبا على حقيقة الإعتقاد بالنبوة ، ودرجة الإنقياد لها ، ومستوى صفاء النية والإستبسال في المواقف الحرجة ، حين تفرض الحاجة خوض اللجج ، وبذل المهج ..
ثم هو يهيء لزيادة حدة التمزق داخل الكيان الإسلامي ، الذي لم يزل كثير من الناس فيه يعيش روح الجاهلية ، ومفاهيمها. وتتحكم به العصبيات العشائرية والقبلية ، ولم يقطع مراحل كبيرة في مسيرة السمو الروحي ، وتزكية النفوس ، وإخلاصها لله في ما تحجم عنه ، أو تقدم عليه ..
وقد يؤسس ذلك لحروب ، وتعديات ، ومآس لا تنتهي ، ولأحقاد لا تزول ، بل تتضاعف باطراد ، حيث ستدفعهم عصبياتهم للانتقام المتبادل .. وستكون النتيجة هي قتل الأبرياء ، والتمزق والتشرذم ، وضعف أهل الدين ، والسقوط في مستنقع الجريمة .. ثم الرذيلة بأبشع الصور ، وأكثرها إثارة للإشمئزاز والتقزز ..
وقد لا حظنا : أن أمير المؤمنين «عليهالسلام» يصر في حرب صفين ـ مثلا ـ على أن يقابل كل قبيلة بمثلها ، فيقابل تميم الشام بتميم العراق ،