٥ ـ إنه يعلم كذلك : أن الرؤساء والزعماء هم الذين يهيمنون على الواقع العام ، لو حدث بالنبي «صلىاللهعليهوآله» حدث ، وهم من يفترض فيهم أن يتدبروا الأمور بحكمة وروية ، وأناة ، فالإحتفاظ بهم في مواقع الخطر ، وحين يحدث الفراغ الكبير ، باستشهاد رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، يصبح ضرورة لا بد منها ، ولا غنى عنها.
٦ ـ إنه يعلم : أن وجود قوة الردع من شأنه أن يحمي الواقع الداخلي من أطماع الأعداء ، ويجعلهم غير ميالين إلى المغامرة ، ولا راغبين بالمخاطرة ، التي تكلفهم أثمانا ليسوا على استعداد لبذلها.
٧ ـ إننا مع ذلك كله نرى : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» يرسل جيشا للإغارة على موقع تحميه أعظم وأقوى أمبرطورية في الدنيا. وقد استثنى عليا «عليهالسلام» من هذا الجيش ، ليكون معه ، كما أننا لم نسمع أنه ذكر اسم أي من مناصري علي «عليهالسلام» في جملة جيش أسامة ..
علما بأن هؤلاء لم يكونوا نكرات ، ولا مجاهيل في محيطهم ومجتمعهم ، بل كانوا من البارزين والمرموقين ، فهم لم يذكروا سلمان الفارسي ، ولا المقداد ، ولا أباذر ، ولا أحدا من بني هاشم ، ولا أبا الهيثم بن التيهان ، ولا .. ولا .. في جملة من فرض عليهم النبي «صلىاللهعليهوآله» الخروج في ذلك الجيش ، فهل اكتفى «صلىاللهعليهوآله» بأوامره العامة الشاملة لهم ولغيرهم؟!
أم أنه استثناهم كما استثنى عليا «عليهالسلام»؟!
إن ذلك لم نتمكن من استيضاحه من النصوص المتوفرة لدينا ..
٨ ـ ونحن نعلم أن النبي «صلىاللهعليهوآله» أعقل الخلق ، وأحكمهم