وآله» أراد أن يكتب كتابا بأمر يرفضه دينه وعقله ، ووجد أنه يظلم به بعض الناس لا لشيء إلا لكونهم ضعفاء ، وفقراء ، ومؤمنين. لصالح أناس ظالمين ، ومنحرفين ، ومشركين.
ومنها : ذكره لبعض من لا تنطبق عليه الآية ، إذ لم يكونوا ممن يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه.
وثمة إشكالات أخرى على هذه الرواية أيضا ..
وفي نص آخر : عن عمر بن عبد الله بن المهاجر : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان أكثر ما يصلي نافلته عند اسطوان التوبة. وكان إذا صلى الصبح انصرف إليها وقد سبق إليها الضعفاء والمساكين والضيفان ، والمؤلفة قلوبهم وغيرهم ؛ فيتحلقون حول النبي «صلىاللهعليهوآله» حلقا بعضها دون بعض. فينصرف إليهم ويتلو عليهم ما أنزل الله عليه في ليلته ، ويحدثهم ، حتى إذا طلعت الشمس جاء أهل الطول والشرف والغنى ، فلا يجدون إليه مخلصا. فتاقت أنفسهم إليه ، وتاقت نفسه إليهم ، فأنزل الله : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) .. إلى منتهى الآيتين ..
فلما نزل ذلك فيهم قالوا له : لو طردتهم عنا ونكون من جلساءك وإخوانك ولا نفارقك ، فأنزل الله : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ)» (١) ..
وهذا معناه : أن الآية قد نزلت في المدينة ، وسورة الأنعام قد نزلت
__________________
(١) الدر المنثور ج ٣ ص ١٣ عن الزبير بن بكار في أخبار المدينة ، وخلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى ج ١ ص ١١٦.