الخدعة : المكر والاحتيال ، ويجيء بمعنىٰ الفساد ، كما هو المتعارف عند العرب.
وفي الحديث : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله : فيما النجاة غداً ؟ قال صلىاللهعليهوآله : ( النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم ، فإنه من يخادع الله يخدعه ). فقيل له : فكيف يخادع الله ؟ قال : ( يعمل ما أمر به الله ثم يريد به غيره ، فاتقوا الرياء ، فإنّه شرك بالله ، إنّ المرائي يدعىٰ يوم القيامة بأربعة أسماء : يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر ، حبط عملك وبطل أجرك ، ولا خلاق لك اليوم ، فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له ) (١).
وفيه أيضاً : ( هيهات ، لا يخدع الله عن جنّته ) (٢).
الغرور : تسويل الباطل وتزيينه ، وإسناد الخداع إلىٰ الدنيا ليس بالحقيقة ، بل علىٰ سبيل المجاز في الإسناد ، كما يقول الجاهل : أنبت الربيع البقل ، إنّما الدنيا وأسبابها أسباب الخداع وآلاته ، وشبكات الفخ وأدواته وحبائله ، فإنَّ فاعل التسويل والخدع إمّا النفس ، كما قال الله تعالىٰ : ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ ) (٣). وإمّا الشيطان وجنوده.
كما أنّ النفس المسوّلة من جند الشيطان إن سوّلت الدنيا وأسبابها ، ومن جند العقل إن سوّلت العقبىٰ وطاعاتها وما يحصّل به الآخرة.
فلابدّ أولاً من تعريف النفس ، وتعريف أقسامها ومراتبها ، ثمّ تعريف أفعالها وأحكامها ، كما قال السائل :
( وَنَفْسِي بِخِيَانَتِهَا وَمِطالِي )
_____________________________
(١) « بحار الأنوار » ج ٨١ ، ص ٢٢٧.
(٢) « نهج البلاغة » الخطبة : ١٢٩ ؛ « بحار الأنوار » ج ٣٤ ، ص ٨٩.
(٣) « يوسف » الآية : ١٨ ، ٨٣.