لقصوري عن درك المقامات ونيل السعادات واستضعاف الدرجات ، كما أنَّ قيودي وعلائقي التي هي كالأغلال حبستني عن الوصول إليها.
( وَحَبَسَني عَنْ نَفعي بُعْدُ آمالي ، وَخَدَعَتْني الدُّنْيا بِغرُورِها )
حبسني : أي وقفني ومنعني.
الآمال : جمع « الأمل » وهو الرجاء ، ضد اليأس.
وفي الحديث : ( لطول الأمل ينسي الآخرة ) (١).
يريد أنَّ طول آمالي في أسباب الدنيا وحبّها منعني عن منافعي التي هي ما تيسر بها لذائذ الآخرة ، من لقائه تعالىٰ والوصول إلىٰ الجنات الثلاث ، من جنّة الذات ، وجنّة الصفات ، وجنّة الأفعال ، التي وعد المتّقون بها ، كما قال الله تعالىٰ : ( مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ) (٢).
قال المولوي رحمهالله في المثنوي :
چون رکوعی با سجودی مرد گشت |
|
شد سجود او در آنعالم بهشت |
چون ز دستت رفت ايثار زکاة |
|
كشت دين دست آنطرف نخل و نبات |
چونكه پريد از دهانت حمد حق |
|
مرغ جنت ساحتش رب الفلق |
آب صبرت جوی آب خلد شد |
|
جوی شير خلد مهر تست دور |
آن حلاوتها جوى انگبين |
|
ست وذوق تو جوى خمسه بين |
فهذ الأبيات والآيات والأخبار الكثيرة في هذا الباب ، والدعوات المأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام ، تدلّ علىٰ تجسّم الأعمال الذي أطبق عليه الإمامية والحكماء والمحقّقون من أهل الكلام ، ولسنا الآن في ذلك المقام.
_____________________________
(١) « بحار الأنوار » ج ٢ ، ص ١٠٦ ، ح ٢. |
(٢) « محمد » الآية : ١٥. |