الاُمور جميعاً ( أَلَا إِلَى اللَّـهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ) (١).
وقال صدر المتألّهين قدسسره في نبراسه في الفقه شعراً :
محامد من أي حامد بدت |
|
ظاهرها لأي محمود ثبت |
ففي الحقيقة إليه آثل |
|
إذ لله فواضل فضائل |
فالحمد كلّ الحمد مخصوص به |
|
بل كل حامديةٍ بحوله |
( اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي ، وَأَفْرَط بي سُوءُ حالي ، وَقَصُرَت بِي أَعْمَالي ، وَقَعَدَتْ بي أَغلالي )
البلاء : الغمّ.
الإفراط : تكثير الشيء بحيث يتجاوز عن حدّه ، ضد التفريط وهو التقصير عن الحدّ. ولا يخفىٰ ما في الإفراط والقصور من الطباق الذي هو من المحسّنات البديعية.
أغلال : جمع « غلّ » ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلىٰ عنقه ، وهنا كناية عن القيود والعلائق ، التي هي في الثقل والمنع كالأغلال ، كما قال الله تعالىٰ : ( فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا ) (٢) وقوله : ( وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) (٣).
فقوله : ( قعدت بي أغلالي ) أي حبستني ومنعتني عن المجاهدة والسلوك في سبيل الطاعات والعبادات ومحاسبة النفس ، كما ورد : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) (٤) ، وإماتتها ، كما قال صلىاللهعليهوآله : ( موتوا قبل أن تموتوا ) (٥).
ثم الأغلال والأعمال كلاهما فاعلان ، لقوله : ( قصرت ... وقعدت ) ويرجعان إلىٰ معنًى واحد ، إذ أراد أنّ أعمالي القبيحة وأفعالي الشنيعة قصرت بي ، وصارت سبباً
_____________________________
(١) « الشورىٰ » الآية : ٥٣. |
(٢) « يس » الآية : ٨. |
(٣) « الأعراف » الآية : ١٥٧. |
(٤) « نهج البلاغة » الخطبة : ٩٠. |
(٥) انظر « شرح الأسماء » ص ٤٣٠.