وجلواتي سترتها عفوك ورحمتك ، وكم من أمر فادحٍ من البلاء والابتلاء الذي أثقلني وأتعبني حمله ، أنت تجاوزت وكشفته عني بفضلك ورأفتك.
( وَكَم مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ وَكَم مِنْ ثَناءٍ جَميْلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَه )
كلمة ( كم ) في جميع هذه المواضع خبريّة ، قد مرَّ معناها.
العِثار ـ بالكسر ـ : من « عثر ، يعثر » ـ من باب « ضرب » و « نصر » و « علم » و « كرم » ـ عثراً وعثاراً : إذا كبا ، وهو الكبو ، أو القريب منه.
والعثرة ـ بالفتح ـ : الخطيئة ، ومن أسمائه تعالىٰ : ( يا مقيل العثرات ).
الوقاية : الحفظ ، ( وقاه الله شر ذلك اليوم ) : أي حفظه من ذلك.
الثناء ـ بالمدّ ـ : المدح والذكر الحسن ، ويستعمل في الأغلب مع الجميل ، وهو خلاف القبيح.
المكروه في الأحكام الخمسة : هو ما كره الله فعله ، وفي اللغة : ما تنفّر الطبع عنه ولو في الجملة ، وهو هنا أعم ممّا كره الله تعالىٰ فعله وممّا تنفر الطباع عنه ، من المرض والألم وسوء الحال.
النشر : التفرّق والاشتهار.
يقول السائل في مقام
إظهار مراحمه تعالىٰ وعواطفه : كم من مَزالّ الأقدام يكاد أن تزل فيها قدمي وأكبّ علىٰ وجهي ، وقيتني وأمسكتني عن الكبوة بفضلك ، وكم من مكاره الاُمور اعترتني في الأحوال ، دفعتها ورفعتها عنّي بكرمك ، وكم من مدائح وأوصاف حسنة جميلة ، ما كنت أهلاً ومستحقاً لانتسابها إليّ ، أضفتها إليّ بمنّك وكرمك ولطفك ، ونشرتها بين عبادك ، والحال أنّه إليك يرجع عواقب الثناءات والمحامد والمدائح كلّها ، كما في الدعاء : ( وإليك يرجع عواقب الثناء ) ، بل عواقب