حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ) (١).
چشم بينا خشه ام من أى كرام |
|
كور محشورم كند يوم القيام |
فيقال لهم : إنّما هي أعمالكم تردّ إليكم ، ومَلَكاتكم صوّرت لكم ، فيقولون : يا ليتنا كنّا تراباً.
كاش از خاكى سفر نگزيد می
ثمّ يعرضون جميعهم علىٰ النار ، ويصلون فيها خالدين إلىٰ ما شاء الله.
( لأنّهُ لا يَكُونُ إلّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ )
الضمير يرجع إلىٰ البلاء.
الغضب في الحيوان : غليان دم القلب الصنوبري إذا أدرك ما ينافر طبيعته ، وأراد التفصّي عنه أو الانتقام علىٰ باعثه.
وفي الله تعالىٰ : عقابه وإرادة الانتقام من العصاة ، فإنّه يفعل بالكفّار ما يفعل الملك الجبّار إذا غضب علىٰ من تحت يده.
وفي رواية عمرو بن عبيد مع أبي جعفر عليهماالسلام ، وقد قال له : قوله تعالىٰ : ( وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ) (٢) ما ذلك الغضب ؟ فقال عليهالسلام : ( هو العقاب يا عمرو ، وإنّه مَن زعم أَنَّ الله قد زال من شيء إلىٰ شيء فقد وصفه صفة المخلوقين ) (٣).
أقول : قد مرّ في المكر أنَّ الغضب والحياء والخدعة والتردّد وأمثال ذلك ، إذا اُسند إليه تعالىٰ يراد بها الغايات لا المبادئ ، فغاية الغضب مثلاً هو الانتقام والتخلّص ، فإذا أراد الله تعالىٰ عقوبة العاصي أو انتقام الكفّار علىٰ كفرهم ، فصدق عليه تعالىٰ أنّه غضب عليهم. وقِسْ عليه البواقي.
_____________________________
(١) « طه » الآية : ١٢٥. |
(٢) « طه » الآية : ٨١. |
(٣) « الكافي » ج ١ ، ص ١١٠ ، ح ٥.