العالم ، بل الصورة صورتان :
صورة منطبعة وواغلة في المواد ، وهي داثرة زائلة غير باقية.
وصورة صرفة مجردّة عن الموادّ قائمة بذاتها ، ودائمة باقية لا تتغيّر من حال إلىٰ حال ، وعذابها وثوابها أيضاً صورية صرفة لا تنقطع ، فلا وقت ومدّة هناك.
فالمراد بالمدّة ما نزلت منزلتها ، وهو الدوام والبقاء الدهري ؛ إذ كما مرّ جارٍ مجرى الوعاء للثابتات هو الدهر.
وما ورد في القرآن الكريم ، كقوله تعالىٰ : ( هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ ) (١) وقوله : ( يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (٢) ، وقوله : ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) (٣) ـ وغير ذلك من أسماء الزمان التي ذكرت في القرآن ـ من ذلك القبيل.
( فَلَئنْ صَيَّرتَنِي في العُقوباتِ مَعَ أعدائِكَ ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أهْلِ بَلائِكَ ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أحَبّائِكَ )
بمعصيتي واستحقاقي للعقوبات.
الأحباء : جميع حبيب ، وأحباؤه تعالىٰ هم الذين خلصوا وأخلصوا في المحبة ، وهم الأنبياء والأوصياء ، وسيّما رأسهم ورئيسهم وسيّدهم هو الخاتم الملقب بحبيب الله صلىاللهعليهوآله ، وأوصياؤه الاثنا عشر من بعده ، وكذلك أشياعهم وأتباعهم وأشعتهم وأظلّتهم من العلماء الراشدين الراسخين ، والعرفاء الكاملين الشامخين.
( وَأوْلِيائِكَ )
جمع « الولي » ، بمعنىٰ : الحبيب والمحبّ هنا ، وهو من عطف الخاص علىٰ العام إن اُريد بها الأوصياء فقط ، واُريد بالأحبّاء : جميع الأنبياء والأوصياء والملائكة
_____________________________
(١) « يونس » الآية : ٣٠. |
(٢) « البقرة » الآية : ١١٣ ، ١٧٤ ، ٢١٢. |
(٣) « القمر » الآية : ١.