المقربين ، كما مرّ. وقد لا يفرّق بين الأولياء والأحبّاء ، بناء علىٰ قاعدة أنّ كل نبي ولي ولا عكس ، وحينئذٍ كان من قبيل عطف العام علىٰ العام ، والفرق هو الاختلاف في العبارة وملاحظة التفنّن فيها. وسيأتي لك تعداد بعض معاني « الولي » عند شرح قوله : ( يا ولي المؤمنين ).
( فَهَبْنِي يا إلٰهِي وَسيِّدي وَمَوْلايَ وَرَبِّي صَبَرْتُ عَلَىٰ عَذابِكَ )
الفاء للتفريع ، « وهب » : من أفعال القلب ، يلازم الأمر أبداً ، وهو بمعنىٰ : ظنّ.
( هبني ) أي ظنّني ، ينصب مفعولين ، كقول الشاعر :
فقلت أجرني أبا خالد |
|
وإلّا فهبني امرأً هالكا (١) |
مفعوله الأول ضمير المتكلّم ، والثاني « امرأً » ، فقوله : « هالكاً » ، وكذا : « فانياً » ، صفتان لقوله : « امرأً ».
وهاهنا مفعوله الأوّل ضمير المتكلّم ، وجملة ( صبرت علىٰ عذابك ) مفعوله الثاني.
( فَكَيْفَ أصْبِرُ عَلَىٰ فِراقِكَ )
وحرمان لقائك الذي هو منتهىٰ آمال المحبّين ، ونصب عيون العارفين ، وغاية منىٰ المجاهدين ، ومفرّج قلوب العاشقين ، الذي وعدت به عبادك المتّقين ، وقلت في كتابك المبين ـ وأنت أصدق الصادقين ، وأعزّ القائلين ـ : ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) (٢).
فراق بر دل نادان چوپ کاهي نيست |
|
بيا وبر همدان بين كه كوه الوند است |
كيف : اسم للاستفهام. والاصطبار : توطين النفس علىٰ تحمّل مشاق الاُمور في
_____________________________
(١) القائل هو عبدالله بن همام السلولي. انظر « لسان العرب » ج ١٥ ، ص ٤١٢. وفي المخطوط زيادة : « فانيا » آخر البيت ، وما أثبتناه وفق المصدر.
(٢) « الكهف » الآية : ١١٠.