فقوله : ( أين كنت ) أي أين نصرك وإعانتك يا معين المؤمنين ؟
( يا غايَةَ آمالِ العَارِفِينَ )
ومنتهىٰ أشواقهم وطلباتهم.
العارف ـ كما قال صدر المتألهين (١) قدسسره ـ : من أشهده الله تعالىٰ ذاته وصفاته أفعاله.
والعالم ـ إذا جُعل مقابلاً له ـ : من أطلعه الله علىٰ ذلك لا عن شهود ، فهو في مقام علم اليقين ، والعارف في مقام عين اليقين أو حق اليقين ، ولهذا يقال : المعرفة إدراك الجزئي أو البسيط ؛ لأنّ متعلق الشهود جزئي حقيقي وبسيط. والعلم حدود ورسوم مركّبة وتصديقات كذلك ، وجميعها عنوانات كلّية. وغاية الشيء : منتهاه.
الآمال : جمع « أمل » ، قد مرّ معناه.
( يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصادِقِينَ )
إن كان الحبيب بمعنىٰ المُحبّ فالقلوب محبوبون له تعالىٰ ، وإن كان بمعنىٰ المحبوب فهم محبّون له ، كما قال تعالىٰ : ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) (٢).
الغياث : بمعنىٰ المغيث.
( وَيا إلٰهَ العَالَمِينَ )
ومعبودهم الحقيقي.
العالمون : اسم جمع لـ « العالَم » ـ بفتح اللام ـ وليس جمعاً له ، إذ هو اسم لما سوىٰ الباري تعالىٰ. والعالمون يختص استعماله في ذوي العقول وما سوىٰ البارئ تعالىٰ ،
_____________________________
(١) « شرح الأسماء » ص ٥٣١. |
(٢) « المائدة » الآية : ٥٤. |