معطوفة علىٰ ما قبلها ، أي ولا هكذا مشبهٌ لمعاملتك مع الموحّدين.
( مِنْ بِرِّكَ وإحِسْانِكَ )
كلمة : ( من ) بيان لـ ( ما ).
يريد أنّك تتعامل مع موحّديك بالبرّ والإحسان ، لا بالعذاب والإساءة والنيران.
( فَبِاليَقِينِ أقْطَعُ )
الفاء للتفريع ، والظرف متعلّق بـ ( أقطع ).
وجملة ( أقطع ) تأكيد لما قبلها ، أكّده لاقتضاء المقام.
اليقين : هو الاعتقاد الجازم الثابت ، ويرادفه القطع.
ثم لمّا كان المقام أن يتوهمّ متوهّمٌ أنّ السائل في تلك الضراعة والابتهال والمسكنة وتوصيف العذاب والنكال ، كأنه أساء ظنّه بربه وضعف اعتقاده بفضله وكرمه ، فلدفع هذا التوهم أتىٰ بجملة مؤكدة :
( لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ )
كلمة ( من ) بيان لـ ( ما ).
الجاحد : المنكر المصرّ في الإنكار ، وحكمه تعالىٰ بتعذيب جاحديه في القرآن المجيد ، حيث قال : ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ * وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (١).
_____________________________
(١) « السجدة » الآية : ١٢ ـ ١٤.