ليس الوجود جوهراً ولا عرض |
|
عند اعتبار ذاته بل بالعرض (١) |
( وَبِسُلْطَانِكَ الذي عَلا كُلَّ شَيء )
السلطان : الحجّة والبرهان. وقوله تعالىٰ : ( وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ) (٢) يجوز أن يكون بمعنىٰ الغلبة والتسليط ، ويحتمل أن يكون بمعنىٰ الحجّة ، أي يجعل لكم حجّة وبرهاناً. والسلطنة : القوة والغلبة.
علا يعلو : ارتفع وتفوّق ، وفاق.
وفي القاموس : « السلطان : الحجّة ، وقدرة الملك ـ ويضم لامه ـ والوالي » (٣).
وهاهنا بجميع معانيه صادق عليه تعالىٰ ؛ لأنّ حجّته وبرهانه وسلطنته وغلبته وكذا قدرته وتوليته علت وفاقت علىٰ جميع الأشياء.
ثم إنّ من حججه وبراهينه خلفاءه تعالىٰ في أرضه ، وأمناءه في بلاده الذين افتتحت منهم الباديات ، واختتمت بهم العائدات ، كما ورد : ( بكم فتح الله وبكم يختم ) (٤). فإنّه لمّا كان مقامهم بحسب الروحانية مقام العقول الكلّية ـ وهي وسائط جوده تعالىٰ بحسب النزول ، وروابط الحوادث بالقديم بحسب الصعود ـ كان افتتاح الفيض منهم واختتامه بهم.
فهم عليهمالسلام ـ بشراشر وجودهم ـ حجج الله تعالىٰ علىٰ عباده ، التي لا تعلوها حجّة سوىٰ ذاته تعالىٰ ؛ إذ عقولهم الصحيحة الكافية المستكفية حجج علىٰ العقول ، ونفوسهم المطمئنة المعلّمة حجج علىٰ النفوس ، وأقوالهم الشافية الوافية حجج للمحبين ، وأفعالهم الخالصة الصافية حجج للعالمين المستكملين المسترشدين.
ومن حججه وبراهينه النفوس المتعلّمة بالأسماء بالقوّة ، كما ورد عن أمير
_____________________________
(١) « شرح المنظومة » للسبزواري ج ٢ ، ص ١٧٢. |
(٢) « القصص » الآية : ٣٥. |
(٣) « القاموس المحيط » ج ٢ ، ص ٥٣٩ ، مادة « السلط ».
(٤) « بحار الأنوار » ج ٩٨ ، ص ١٥٣ ، ٢١٢.