المؤمنين عليهالسلام : ( الصورة الإنسانيّة هي أكبر حجج الله علىٰ خلقه ، وهي الكتاب الذي كتبه بيده ، وهي الهيكل الذي بناه بحكمته ، وهي مجموع صور العالمين ، وهي المختصر من اللوح المحفوظ ، وهي الشاهدة علىٰ كلّ غائب ، وهي الحجة علىٰ كلّ جاحد ، وهي الطريق المستقيم إلىٰ كلّ خير ، وهي الجسر الممدود بين الجنّة والنار ) (١).
والآيات الفرقانيّة والكلمات الحكميّة والعرفانيّة في هذا الباب كثيرة جداً.
منها قوله تعالىٰ : ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) (٢) ، وقوله : ( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) (٣) ، وقوله تعالىٰ : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) (٤) ، وقوله تعالىٰ : ( وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ ) (٥).
وقوله عليهالسلام ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) (٦) وقوله : ( أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه ) (٧).
وقال صدر المتألّهين السّبزواري قدسسره في النّبراس الذي نظّمه في الفقه :
لا تعد عنك بك للكلّ اتّسا |
|
آسيك فيك دافع عنك الأسىٰ |
كلّ الكمال من وجودك اقتبس |
|
منك اثنتا عشرة عيناً تنبجس |
وكلّ نادٍ يستضئ من باينه |
|
والقلب نادٍ يستضئ من باطنه |
وهذه الأبيات كانت ترجمة كلام أمير المؤمنين عليهالسلام :
دواؤك فيك ولا تبصر |
|
وداؤك منك ولا تشعرُ |
وأنت الكتاب المبين الذي |
|
بأحْرُفِه يظهرُ المُضمرُ |
أتزعم انّك جرم صغير |
|
وفيك انطوىٰ العالم الأكبرُ (٨) |
_____________________________
(١) « المجلي » ص ١٦٩ ، « الحقائق » للكاشاني ص ٣٤٩ ، وفيه عن الصادق عليهالسلام.
(٢) « الإسراء » الآية : ١٤. |
(٣) « الذاريات » الآية ٢١. |
(٤) « فصلت » الآية : ٥٣. |
(٥) « البقرة » الآية : ٩١. |
(٦) « بحار الأنوار » ج ٥٨ ، ص ٩١ ، ج ٦٦ ، ص ٢٩٣.
(٧) « روضة الواعظين » ص ٢٠. |
(٨) « ديوان الإمام علي عليهالسلام » ص ٤٥. |