وقال قدسسره في الأبيات الفارسيّة :
فلك دوران زند بر محمد محور هى |
|
وجود هر عالم مظهر هى |
بر آن نقش كه بر لوح از قلم رفت |
|
نوشته دست حق بر دفتر هى |
ومن حججه البالغة في تفسير قوله تعالىٰ : ( فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ) (١) : أنّه تعالىٰ يقول يوم القيامة للعبد : ( عبدي كنت عالماً ؟ فإن قال : نعم ، قال له : أفلا عملت ؟! وإن قال : كنت جاهلاً ، قال : أفلا تعلّمت حتّىٰ تعمل ؟! فيخصمه ، فتلك الحجّة البالغة ) (٢).
( وَبِوَجْهِكَ ﭐلْباقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيءٍ ).
هذا كقوله تعالىٰ : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) (٣) ، وقوله : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) (٤).
در نعت بقا |
|
نيست كسى با تو مشارك |
ذات تو بود باقي |
|
وباقي هم هالك |
قد جاء « الوجه » لمعانٍ كثيرة ، ولا شيء منها يناسب هذا المقام إلّا الوجود المطلق الذي هو وجه الله القديم ، وفيضه الغير المنقطع العميم ، والمحيط بجميع الأشياء ، المشار إليه بقوله تعالىٰ : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (٥) إذ قد عرفت أنَّ ذلك الوجود المطلق الذي هو وجه الله الباقي وفيضه الدائم داخل في صقع الربوبية ، وكالمعنىٰ الحرفي ، لا حكم له علىٰ حياله ، فبقاؤه ببقائه لا باستقلاله.
ومن جملة معاني الوجه : ذات الشيء ، قد جاءت بهذا المعنىٰ في الدعاء المخصوص بتعقيب صلاة الصبح أو المشترك بين الصباح والمساء ، وهو هذا : ( اللهُمَّ
_____________________________
(١) « الأنعام » الآية : ١٤٩. |
(٢) « الأمالي » للطوسي ، ص ٩ ، ح ١٠. |
(٣) « القصص » الآية : ٨٨. |
(٤) « الرحمن » الآية : ٢٦ ـ ٢٧. |
(٥) « البقرة » الآية : ١١٥.