ظاهراً وباطناً ، وربما يكون له خصال حميدة ، ولا أقل من خواطر حقّة ثابتة ، علىٰ درجات متفاوتة ، ولا سيّما أنَّ العبرة بأخير حالاته ونهاية أوقاته ، [ كما قيل :
هيچ کافر را سنجراری منگريد |
|
که مُسلمان مرونش باشد اميد ] (١) |
لو فرض خلوّه عن جميع الوسائل وانبتات يده عن تمام الحبائل ، فنلتزم عدم حصول الشفاعة له ، ولهذا وقع في الدعاء : ( اللّهم قرّب وسيلته ، وارزقنا شفاعته ) (٢) » (٣) انتهىٰ.
ثمّ مراده من جعله تعالىٰ شفيعاً لجرائمه وآثامه عنده تعالىٰ ، هو طلب العفو والمغفرة منه تعالىٰ ، علىٰ سبيل الكناية التي هي أبلغ من التصريح وأدعىٰ منه.
( وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيني مِنْ قُرْبِكَ )
الجود والكرم بمعنًى واحد ، والجواد الذي لا يبخل بعطائه ، وهو من أسمائه تعالىٰ ، كما في الدعاء ( اللهم أنت الجواد الذي لا يبخل ) (٤).
والجود منه تعالىٰ إفادة ما ينبغي لا لعوض ولا لغرض ، كالعطاء والكرم والهبة منه تعالىٰ ؛ إذ مرجعها إلىٰ صفة واحدة هي الإفاضة والفيّاضية.
وفي المجمع : « سئل الحسن عليهالسلام ـ وهو في الطواف ـ فقيل : أخبرني عن الجواد ، فقال عليهالسلام : ( إنّ لكلامك وجهين ؛ فإن كنت تسأل عن المخلوق فالجواد الذي يؤدّي ما افتُرض عليه ، والبخيل الذي يبخل بما افتُرض عليه. وإن كنت تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطىٰ ، وهو الجواد إن منع ؛ لأنه إن أعطىٰ عبداً أعطاه ما ليس له ، وإن منع منع ما ليس له ) » (٥).
_____________________________
(١) ليست في المصدر. |
(٢) « بحار الأنوار » ج ٨٧ ، ص ١٣٢ ، باختلاف. |
(٣) « شرح الأسماء » ص ٦٢٦. |
(٤) « بحار الأنوار » ج ٩٥ ، ص ٢٤١ ، باختلاف. |
(٥) « مجمع البحرين » ج ٣ ، ص ٢٩.